فلسطين أون لاين

​باب الرحمة في ظاهره الاحتلال وفي باطنه النصر والرحمة

فتح المقدسيون باب الرحمة بعد أن أغلقه الاحتلال الصهيوني حوالي عقدين من الزمن، وهم يخوضون أقسى المعارك.

اليوم يثبت أهل القدس كما هم دوما، أنهم حماة الأقصى والمرابطون في قلبه، بل هم روحه التي تسري فيه وتنطلق نحو الأمة تبث فيها الحياة في وقت يهرول فيه المطبعون نحو علقم الصهاينة، وما دروا (المطبعون) أن الصهاينة يخططون ليس لاقتلاعهم من كراسيهم، بل ولاقتلاعهم من أوطانهم ، لتحقيق شعارهم (من النيل إلى الفرات)، بل مخططهم أبعد من ذلك بكثير.

المهرولون يعلمون أو لا يعلمون لكنها الحقيقة المرة التي ينبغي دائما الجهر بها بأعلى الأصوات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الخير الكامنة في القلوب البيضاء والأرواح الجميلة الخالصة المخلصة .

اليوم يقف أبناء القدس والأقصى على أكثر الثغور تقدما، على الجبهة الساخنة، في الصف الأول . مخطئ من يظن أنهم يدافعون عن أنفسهم فقط. هم يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها وعزتها. هم يدافعون بالنيابة عن كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها. عن سورة الإسراء وعن أسوار القدس وعن أسوار الأمة وثغورها وأهلها وشعوبها الممتدة في كل أقطار الأرض من أول التاريخ حتى آخر الجغرافيا .

بالأمس خاض أهل القدس معركة البوابات، وأجبروا الاحتلال المجرم على اقتلاع الأجهزة الإلكترونية التي تحاصر الأقصى من كل حدب وصوب . لقد دفع أهل القدس حياتهم رخيصة في سبيل الانتصار في معركة البوابات التي اسست لمرحلة جديدة . هذه المرحلة التي تنقلهم إلى مرحلة أكثر تقدما من مراحل تراكمية المقاومة والإرادة .

واليوم يخوضون معركة أخرى في باب الرحمة ويفتحونه رغم وجود الجيش الصهيوني وشرطته وأمنه في كل الأنحاء. يقتحمون باب الرحمة لأن في ظاهره العذاب وفي باطنه الرحمة والنصر بإذن الله. هذه هي مفاهيم أهل القدس ومن معهم وعظمتهم وروعتهم، وهم يدركون تماما طبيعة المعركة وطبيعة الأرض وطبيعة الأعداء والإخوة والخصوم ومعادلات كونية تزيد أحكاما على حقوقنا . هم يفهمون تماما المعادلة الجديدة التي اشتقوها بخبرتهم وتجربتهم وقدراتهم وإمكاناتهم المحدودة بحساباتنا القاصرة . لكنها بحسابات الإرادة والفتح والنصر والحرية والحقوق ... حقوق الإنسان ، هي غير ذلك تماما ... والنصر يقترب بين لحظة وأخرى .

هل تصحو الأمة بكل مكوناتها وتقف مع أبطال الفتح الجديد؟

هل تصحو غزة والضفة ليسخروا مقدراتهم كلها من أجل هذه المعركة؟

هل يصحو الضمير ويقف مع الشهداء والفقراء والأسرى والجرحى والجوعى والمرضى والمحرومين من أدنى الحقوق ؟

لله دركم يا رجال القدس .. أيها الرجال الرجال ... وأنتم تعيدون رسم خارطة المدينة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى أو معانٍ. لقد علمتمونا من جديد معنى الفتح ، ومعنى تكسير الأبواب ، ومعنى اقتحامها بصدور عارية إلا من إيمانها الراسخ في قلوبكم وأرواحكم وصدوركم العامرة بإيمانها بقضيتها العادلة .

أيها الرجال ... الأبطال ...

إن مخزون الثورة في قلوبكم لا حدود له ...

إن مخزون الفتح في صدوركم تفوق طاقته كل مصادر الطاقة الأخرى التي يحدثوننا عنها ...

إن مخزون القوة في أرواحكم يفوق آلاف المرات تلك القوة في جيوش تلفزيونية لا أكثر ...

إن مخزون الكرامة في نفوسهم يفوق آلاف المرات مخزونها في نفوسنا هنا ونحن المحاصرون لثلاث عشرة سنة تباعا .... وما زلنا نعض على النواجذ قابضين على الجمر دونما تبرم أو شكوى إلا الدعاء لرب الأرباب وحده ...

إن مخزون العزة في قدسكم قد فاق مخزون العزة في غزة والتي تفاخر بها الشعوب حبا وعشقا. ...

إن مخزون الجمال في مآذن الأقصى يفوق آلاف المرات مخزونه في غيره من المآذن. ...

إن مخزون القيم في قلوبكم ونفوسكم وأرواحكم لا يكاد يضاهيه مخزون آخر ...

أنتم اليوم سادتنا وقادتنا وكبارنا وخيارنا ....

فأنتم الأخيار وأنتم الخيار ...

امضوا على بركة الله ....

ووالله رب العرش العظيم لن يخذلكم ....

فلقد أقسمتم عليه أن ينصركم

وأقسمتم عليه بنصركم والفتح ففتح عليكم ...

وأقسمتم عليه أن يخزي الجيوش فأخزاها ...

حينما كسرتم الأبواب التي لم تستطع "دباباتهم" أن تكسرها ، ولا "دباباتهم" أن تحميها ...

امضوا على نصر الله وبنصر الله من عند الله ...

فلقد فتحتم بوابة الرحمة ....

فتنزلت عليكم من السماء الرحمة ....

وتنزل عليكم النصر من عنده ...

وأول الغيث قطرة ... يا سادتنا ويا قادتنا ...

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...