فلسطين أون لاين

​الخبير الأمني عبد الله العقاد لـ"فلسطين":

الاتصالات المشبوهة تكثر في أوقات الأزمات والشباب الأكثر استهدافًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

أكد الخبير الأمني عبد الله العقاد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن استخدام وسائل شتى لإسقاط وتجنيد العملاء.

وبين العقاد في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أن فئة الشباب هم الأكثر عرضة للابتزاز من أجهزة مخابرات الاحتلال.

وأوضح أن أكثر وسائل الاحتلال استخدامًا للإسقاط الأمني هي الاتصال بشقيه العشوائي والمقصود، ففي الأول يتصل بمواطنين ويطلب التعاون منهم مباشرة معه مقابل مغريات مادية.

أما الاتصال المقصود -بحسب ما ذكر العقاد- فإنه يستهدف أصحاب الظروف الاجتماعية الصعبة والنفسية، إذ يركز الاحتلال عليهم، ويلح كثيرًا عبر اتصالاته، ويعرض مساعدتهم ماديًّا أو بأمور أخرى للإيقاع بهم.

صفحات مشبوهة

وأشار إلى أن مخابرات الاحتلال تستخدم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الاتصال كالجوالات والهاتف في عمليات الإيقاع بالشباب الفلسطينيين، لافتًا إلى رصد صفحات لمخابرات الاحتلال بأسماء مموهة للوصول إلى معلومات.

وذكر أن أجهزة مخابرات الاحتلال تتصل أيضًا عبر أرقام دولية بمواطنين وتوهمهم بأنها من مؤسسات دولية تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني، وتطلب تقارير اجتماعية وصحية وغيرها.

وبين أن أجهزة مخابرات الاحتلال تخترق بعض المواقع الخاصة بالجمعيات الخيرية للوصول إلى بيانات المسجلين لديها.

ورأى أن فئة الشباب والمراهقين، وأصحاب الحاجة هم المستهدفون من الاحتلال، الذي يستغل حاجتهم ويحاول التواصل معهم بحجة أن الجهة المتصلة جمعية تنوي تقديم المساعدة لهم.

وأكد الخبير الأمني أن الاتصالات المشبوهة تكثر في أوقات الأزمات والحروب العدوانية؛ بهدف تعميق الأزمة وجمع المعلومات وتحديثها من أجل إسقاط وتجنيد عملاء.

ومن أخطر أشكال الاتصال -وفق إفادة العقاد- التي ترد عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) و(تويتر) و(واتساب) وغيرها، لاعتقاد بعض أنها محمية، وأنهم مخفون داخل شخصية وهمية ويصعب استهدافهم أو الوصول إليهم.

وحذر من التعاطي مع الأرقام المجهولة الواردة عن طريق الإنترنت أو الهاتف الجوال أو عبر رسالة الـ"sms"، التي تطلب من المواطنين الحديث عن بعض المعلومات مقابل تقديم المساعدة المالية والغذائية والطبية لهم.

وبين أن بعض الجمعيات تكون أجهزتها مستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي، ويسهل الوصول إلى بياناتها، ويتقمص الدخيل اسم الجمعية، ويتصل بالمستهدفين المسجلين في كشوفاتها، على أن الجمعية هي من تتصل به وستقدم احتياجاته، لكن بعدة مدة يكتشف أن المتصل جهة أمنية تتبع الاحتلال.

وذكر أن أسئلة المتصل تتركز في البداية على عدد أفراد الأسرة وما شابه، ثم تتدرج إلى السؤال عن الجيران وعناصر المقاومة في منطقة المتصل بهم، مؤكدًا أن الاتصالات المشبوهة زادت بعد أسر الجندي جلعاد شاليط 2006م، وخلال الحروب العدوانية التي شنها الاحتلال على القطاع بين 2008م و2014م، وإعلان المقاومة أسر جنود في جيش الاحتلال.

وذكر العقاد أن غالبية الاتصالات المشبوهة تحمل أرقامًا دولية، خاصة الدول المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني كـ"الجزائر واليمن"، ما يدفع بعضًا إلى التعاطي معها ظنًّا أن المتصل سيقدم خدمة له أو للشعب الفلسطيني، وبعد مدة يكتشف أن المتصل هو ضابط في جهاز مخابرات الاحتلال، مضيفًا: "بعض يواصل التعامل معه، وآخر يرفض ويبلغ الأجهزة الأمنية".

وأوضح الخبير الأمني أن الهدف من تلك الاتصالات هو جمع المعلومات وتحديثها وتجنيد عملاء جدد، مؤكدًا أن مخابرات الاحتلال تستخدم الاتصالات أشكالها كافة في عمليات الإسقاط.

وأضاف: "بعض المواطنين تمكنوا من معرفة الجهة المتصلة من خلال مطالبات المتصل المتكررة بتغيير رقم الجوال أو استخدام شريحة اتصال إسرائيلية، أو محاولة الحصول على معلومات عن بعض الأشخاص".

وذكر أن الشعب الفلسطيني أصبح على درجة مرتفعة من الوعي بوسائل الإسقاط التي يستخدمها الاحتلال، ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل الدورات وورش العمل وحملات الإرشاد والتوعية، وموقع المجد الأمني الذي يحرص على توعية المواطنين وتحذيرهم من التعاطي مع الاحتلال.

وحث العقاد على مزيد من توعية الشعب الفلسطيني بمخاطر الاتصالات المشبوهة والهدف منها وأغراضها والجهة التي تقف خلفها؛ لحماية المواطنين من الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على توفير احتياجات الشباب، ومقاطعة الصفحات المشبوهة، وعدم التعاطي أو التعامل معها.

ودعا العقاد الأشخاص الذين يستهدفهم الاحتلال في اتصالاته إلى إبلاغ الجهات المختصة عن الاتصالات التي وردتهم، والحذر من التغافل، أو الاستهانة بها، أو التعامل معها.

وينشر موقع "المجد الأمني" ووزارة الداخلية والأمن الوطني بين الفينة والأخرى إرشادات لأهالي قطاع غزة، عن مخاطر الاتصالات المجهولة، واعترافات العملاء، والأساليب التي يستخدمها الاحتلال في تجنيد العملاء.