طالب فلسطينيون من قطاع غزة برحيل رئيس السلطة محمود عباس، ردا على إجراءاته العقابية المتصاعدة ضد غزة وقطع رواتب الشهداء والأسرى والجرحى والموظفين.
وتتصاعد الأصوات الشعبية المطالِبة برحيل عباس عقب إطلاق حملة شعبية من قطاع غزة بعنوان "ارحل"؛ للمطالبة برحيله من الحياة السياسية الفلسطينية.
وانتهت شرعية عباس الدستورية في يناير/ كانون ثانٍ من عام 2009م، وبات في السنوات الأخيرة غير مؤهل لقيادة الشعب الفلسطيني لتردي حالته الصحية، وفق ما يؤكد مراقبون.
ويرى مواطنون أن ذهاب عباس لفرض عقوبات على القطاع منذ أبريل/ نيسان 2017 سبب كافٍ لرحيله وعدم أهليته سياسيَّا.
ويقول الشاب أحمد الشاعر، إن عباس يتفرد بالقرار السياسي منذ 14 عاماً، ويرسخ قواعد الانقسام الفلسطيني، ومن العار ألا يطالب الشعب الفلسطيني بسقوط هذه القيادة، والتخلص منها، ومحاسبتها على جرائمها السياسية بحق شعبنا.
وأكد الشاعر أن شرعية عباس انتهت منذ عام 2009، وأن عمره الذي يزيد على الثمانين عامًا يظهر أن طاقته الصحية والبدنية والنفسية لا تؤهله لقيادة أي شيء، عوضًا عن إصراره على التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن سلطة عباس أفشلت كل جهود المصالحة عبر جميع الوسطاء التي بذلت جهودا من أجل تضميد الجرح الفلسطيني.
وأضاف الشاعر أن عباس يصر على الاستفراد بقيادة السلطة والذهاب بعيداً عن حالة التوافق، ويحرص على اتخاذ التنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال سنداً لقراره السياسي.
ولفت إلى أن إصرار عباس على مبداً التنسيق الأمني، جعل الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدراته ومقدساته لقمة سائغة في فم الاحتلال.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خلال الفترة بين 12 -16 ديسمبر/ كانون أول 2018، أن 64% من الفلسطينيين يؤيدون رحيل رئيس السلطة، في حين يرى الجمهور أن السلطة قد أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني.
ويقول المواطن محمد العلي: "رئيس السلطة لا يحرص على مصلحة شعبه ويعمل على معاقبتهم بدلاً من الوقوف إلى جانبهم ودعم صمودهم ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد العلي لـصحيفة "فلسطين" أن عباس فرض إجراءات عقابية على غزة تتساوق مع سلوك الاحتلال وتزعزع صمود الشعب الفلسطيني، وهذا دليل كافٍ على عدم أهليته لقيادة الشعب الفلسطيني.
ولفت العلي إلى أنه يعمل في تجارة المواشي، وأن إجراءات عباس تسببت في تدمير تجارته، قائلاً: "ألا يخجل عباس من نفسه ويرحل بكرامته بعد أن سبب لنا الدمار والخراب بدلًا من احتضاننا؟".
وتشير الشابة نهى السر إلى أن رحيل عباس مطلب واضح من الشباب الفلسطيني، والمطالبة برحيله هي رغبة الشباب كافة، مبديةً استياءها من تصرفاته التي دمرت مستقبل الشباب في غزة.
وأكدت السر أن عباس تعمد قتل كل معالم الحياة في قطاع غزة، حتى أصبح كثير من الشباب غير قادرين على تحصيل أدنى متطلبات حياتهم الشخصية.
وتساءلت السر: هل يعقل أن يصرح رئيس السلطة أخيراً بضرورة دعم الشباب الإسرائيلي، ليضمنوا مستقبلاً سعيدًا، في حين الشباب الفلسطيني يغرق في وحل البطالة؟! كيف لنا كشباب أن نُبقي عباس يمثلنا وهو لا يحرص على إعداد خطط تشغيلية تظهر حرصه على مستقبلنا؟!
يشار إلى أن سياسة عباس في قطع الرواتب طالت في الشهر الأول من العام الجاري 5043 موظفا، من بينهم (1719) موظّفا مدنيا، و(1512) موظّفا عسكريا، و(112) من تفريغات 2005، و(1700) من الأسرى المحرّرين والجرحى في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات إغماء بين العديد من الموظفين ونُقلوا إلى المستشفى.