فلسطين أون لاين

كل ما تود معرفته عن باب الرحمة وبناء الكنيس داخل الأقصى

الأحداث التي اندلعت أول أمس في المسجد الأقصى، على خلفية إغلاق الاحتلال باب الرحمة بأقفال حديدية، لم تكن إلا نتيجة طبيعية لخطوات متسلسلة يقوم بها الاحتلال لتهويد الأقصى من خلال الاستيلاء على باب الرحمة وبناء كنيس في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى.

أولًا: باب الرحمة هو أكبر وأجمل أبواب المسجد الأقصى (يسميه الغربيون الباب الذهبي)، واسم "باب" قد يكون مضللًا لأنه فعليًا عبارة عن مبنى صغير، بعد أن كان بابًا رئيسيًا للأقصى بناه الأمويون.

وأغلق الباب من الخارج بالحجارة بسبب الرغبة بالتحكم في الداخلين إلى الأقصى منه، فأغلقت جميع الأبواب التي توصل مباشرة إلى خارج مدينة القدس.

ثانيًا: يعمل الصهاينة من أجل السيطرة التدريجية على الأقصى، وليس لهدمه كما يظن أغلب الناس، وهم يمشون كل مرة خطوة صغيرة لجس النبض فإن كانت ردة فعل المسلمين هادئة تقدموا خطوة أخرى، وإن كانت ردة فعل عنيفة توقفوا وانتظروا حتى تهدأ الأوضاع.

ثالثًا: بعد سيطرة الاحتلال على الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) عام 1967م، اتجهت أنظاره للمنطقتين الجنوبية والشرقية من الأقصى.

في المنطقة الجنوبية الملاصقة للأقصى كانت هنالك حفريات بحثًا عن آثار للهيكل إلا أنهم وجدوا قصورًا أموية، ورغم أنها آثار إسلامية إلا أنهم استولوا عليها ويقومون بتغييرات فيها لإعطائها صبغة توراتية.

في الجهة الشرقية خططوا للاستيلاء على المصلى المرواني، وهو مصلى تحت الأرض ويتسع لخمسة آلاف مصلٍّ، إلا أن الحركة الإسلامية قامت بترميمه عام 1996م وأفشلت مخطط الاستيلاء عليه.

رابعًا: بالقرب من المصلى المرواني يقع باب الرحمة والساحة الشرقية للمسجد الأقصى، وكان الهدف التالي.

خامسًا: كان مقر لجنة زكاة القدس يقع داخل بناء باب الرحمة، وقامت شرطة الاحتلال بإغلاقه عام 2003م بحجة دعم الإرهاب والمبنى مغلق وغير مستخدم منذ ذلك الحين.

سادسًا: تكونت تلة صغيرة قرب باب الرحمة نتيجة الأتربة والمخلفات التي تم إخراجها من المصلى المرواني عام 1996م، وتعرف بتلة باب الرحمة.

والاحتلال يمنع إخراج هذه الأتربة من الأقصى أو تنظيم المكان أو القيام بأي أعمال فيه، وحاول شباب الحركة الإسلامية تنظيف المكان خلال فترة انتفاضة الأقصى إلا أن الاحتلال منعهم.

وفي رمضان الماضي قام المصلون بترتيب تلة الرحمة والقيام بأعمال بسيطة لتحويله إلى مكان يصلح للجلوس والصلاة، فقامت شرطة الاحتلال بتخريب وهدم كل الممرات والمقاعد.

سابعًا: في الشهور الأخيرة أصبح المقتحمون الصهاينة يقيمون صلوات توراتية (غير جهرية) لدى وصولهم إلى منطقة باب الرحمة، وفي الوقت نفسه تمنع قوات الاحتلال المسلمين من الوجود في المكان.

وفي أكثر من مناسبة اعتقلت الشرطة مرابطين ومصلين مسلمين بتهمة "الجلوس في منطقة باب الرحمة".

ثامنًا: هنالك مقترحات صهيونية معلن عنها في أكثر من مناسبة لبناء كنيس في الساحة الشرقية للأقصى (أي قرب باب الرحمة).

تاسعًا: حسب مزاعم بعض الجماعات اليهودية فالمسيح سيدخل إلى الأقصى من باب الرحمة ويعيد بناء هيكلهم المزعوم.

عاشرًا: في الجهة الخارجية من الباب تقع مقبرة باب الرحمة، وهي أكبر المقابر الإسلامية في القدس، وقام الاحتلال بالاستيلاء على جزء منها وهدم القبور تمهيدًا لبناء تلفريك تهويدي يمتد من جبل الطور (الزيتون) إلى باب الرحمة وضم المنطقة إلى المسارات التوراتية في القدس.

وبدأ مستوطنون مؤخرًا باقتحام مقبرة باب الرحمة وأداء صلوات علنية فيها.

وأخيرًا: جاءت خطوة شرطة الاحتلال بوضع الأقفال على بوابة باب الرحمة، رغم أن المبنى مغلق منذ سنوات من أجل الاقتراب خطوة أخرى نحو تهويد المكان والاستيلاء عليه, وإحداث تغييرات جوهرية فيه, وصولًا لبناء كنيسهم وبعدها تحويل كامل المسجد الأقصى إلى هيكلهم المزعوم.