قال عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلّم، إن حكام بعض الدول العربية المُطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي ينفذون المشروع الصهيوني الكبير، لتقطيع أواصر القومية العربية.
وأكد مسلّم في حديث لصحيفة "فلسطين" أن فلسطين لها بعد قومي، وأن من يطبّع مع الاحتلال يضرب بعرض الحائط البعد القومي لفلسطين ولشعبها ومقدساتها، ويخون الهوية الفلسطينية والمبادئ العربية الإسلامية، مردفًا "الدول العربية المُطبعة في (وارسو) قطعت القومية العربية، فهم لا يريدون قومية عربية موحدة، بل تريد كل دولة منهم قوميتها الخاصة بها".
ومؤتمر وارسو عُقد يومي 13 و14 فبراير/ شباط الجاري، في العاصمة البولندية، حيث سارع فيه بعض الحكام العرب بلقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي تبجح في إعلانه عن تقدم علاقات حكومته مع دول عربية ضمن تحالفات عربية إسرائيلية لمواجهة إيران.
وأوضح مسلم أن ما يحدث في الوطن العربي هو تقطيع حقيقي للهوية القومية العربية، بحيث لا يبقى أي شيء يربط الدول العربية ببعضها، تطبيقًا لما أقره (سايكس بيكو) بتقسيم الوطن العربي إلى 25 دولة و"الآن هم يكرسون هذه الخطوط الوهمية، أوطان منفصلة جزئيا عن بعضها".
واستنكر أفعال الحكام المُطبعين مع الاحتلال الذين خانوا وطنهم العربي وهويتهم وقوميتهم العربية، عدا عن خيانتهم العظمى لمدينة القدس التي تعد جزءا من الإيمان الإسلامي.
صنع الدواء
وحول مواجهة التطبيع، أردف مسلّم: "آن الأوان لنا نحن الفلسطينيين بعد رؤيتنا هؤلاء الذين يريدون إنهاء القضية الفلسطينية، صنع الدواء، الذي يتمثل في انتخاب مجلس وطني جديد، ينتخب لنا لجنة تنفيذية جديدة، تنتخب لنا رئيسًا جديدًا".
وتابع: "بالتالي يكون لدينا منظمة التحرير جديدة ينضوي تحت لوائها جميع القوى والمؤسسات والفصائل الفلسطينية، بحيث ترسم لنا خطا سياسيا نسير وفقه، وتقول لنا حي على الجهاد في الوقت المناسب"، متابعا "المقاومة هي الطريق الصحيح نطبق قولها".
وأكد أن منظمة التحرير الحالية ليست منتخبة بل مُعينة ولا تمثل كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لذلك يجب أن تنتهي، وفق قوله.
أما عن دور الشعوب العربية، لفت مسلّم إلى أن الوضع الحالي لا تستطيع هذه الشعوب فعل شيء كونها مقيدة ومكبلة من أنظمة دكتاتورية، مؤكدًا أن هذه الأنظمة تمارس أقسى أنواع العنف على شعوبها.
ونبّه إلى أنه في الوقت الذي تختار الشعوب العربية حكامها بطريقة حرة ونزيهة، ثم نتوحد على كلمة واحدة حينها فقط يمكننا مواجهة (إسرائيل) وأمريكا، أما في الوقت الراهن فالعرب هم من يثبتون أقدام (إسرائيل) بانقسامهم وفرقتهم.
وأردف "الشعب الفلسطيني سيحطم قيوده بنفسه، وهو قادر على مواجهة أكبر عنفوان عالمي وكسر شوكته؛ لأنه صاحب هذه الأرض التي ينبت فيها الحق".