فلسطين أون لاين

تتبنى موقف الرفض الوطني لاتفاق "أوسلو"

كيف ستواجه "الجهاد" التوتّر مع "فتح" بسبب أزمة "م.ت.ف"؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

مجددًا تطفو على السطح أزمة سيطرة برنامج حركة "فتح" السياسي على منظمة التحرير التي لا تضم معظم الفصائل الوازنة في الساحة الفلسطينية، وهذه المرة انعكست على شكل توتر بين "فتح" وحركة الجهاد الإسلامي.

واحتدّ التوتر الأخير عندما كشف عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عزام الأحمد، أول من أمس، قرار رئيس السلطة محمود عباس عدم جلوس حركته في أي اجتماع تحضره "الجهاد"، متهما إياها بأنها "لا تعترف بمنظمة التحرير"، وذلك بعد أيام من محادثات أجرتها الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو.

في المقابل، جدد عضو المكتب السياسي "لـلجهاد" محمد الهندي، إدانة حركته التخلي عن 80% من فلسطين بتوقيع اتفاق أوسلو وما يسمى "حل الدولتين"، الذي قال في تصريح صحفي: إنه وصل إلى "نهايته المأساوية" وكان غطاء للتهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي وتقطيع أوصال الضفة الغربية.

وترفض "الجهاد" ومعظم الفصائل، اتفاق "أوسلو" الذي وقعته منظمة التحرير سنة 1993 مع (إسرائيل)، وسبق أن أقر عباس بفشل حدوث أي تقدم في مسار التسوية الذي يتبناه مع الأخيرة منذ توقيع الاتفاق وسط تغول الاستيطان في الضفة الغربية.

ولطالما طالبت الفصائل الوطنية والإسلامية، بإعادة تفعيل وبناء منظمة التحرير وفق اتفاقات المصالحة الموقعة، ودعوة الإطار القيادي للانعقاد، لكن عباس (84 عاما) الذي يترأس اللجنة التنفيذية للمنظمة لم يدعُ إلى ذلك حتى اللحظة، واتجه بدلا من ذلك إلى عقد مجالس منظمة التحرير منفردا، العام الماضي، في رام الله المحتلة.

وخلال العام الماضي قاطعت فصائل حتى من داخل منظمة التحرير كالجبهتين الشعبية والديمقراطية اجتماعات دعا إليها عباس دون توافق وطني.

ولا تضم المنظمة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي ترفض أيضًا الاعتراف بـ(إسرائيل)، واكتسحت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي في آخر انتخابات تشريعية فلسطينية جرت عام 2006.

ويقول المحلل السياسي حسن عبدو: "الجهاد" تحرص دائما على أفضل العلاقات الوطنية مع الفصائل كافة، لكن ما جرى في موسكو وحتى قبلها كان "هجوما" من قيادات حركة "فتح" يتناول حركة الجهاد.

ويصف عبدو في حديث مع صحيفة "فلسطين" تحميل "الأحمد" حركة الجهاد مسؤولية "فشل" اجتماع موسكو بأنه "تجنٍّ ويدل على ضيق أفق لديه".

ليس جديدا

ويشدّد في الوقت نفسه على أن الموقف السياسي "لـلجهاد" من اتفاق "أوسلو" واعتراف منظمة التحرير بالاحتلال الإسرائيلي، "غير قابل للمجاملة".

وينبه إلى أن موقف حركة الجهاد ليس جديدا فيما يتعلق ببرنامج منظمة التحرير.

ويقول عبدو: إن "الجهاد" ترى أن الوحدة الفلسطينية هي المدخل لأي إنجاز وطني، عادا أن الوحدة لا تعني "التجانس الكامل" في المواقف أو تطابقها، بل تعني إجماعا سياسيا.

ويضيف أن "الجهاد" مع الإجماع السياسي على برنامج المقاومة"، متابعا: لا أعتقد أنه يجب أن نكون جميعا في سلة واحدة وأن نعترف جميعا بالاحتلال وأن نقبل بحدود 1967، هذا ليس المدخل للوحدة الوطنية التي تعني الاحتفاظ ببرنامج خاص والاتفاق على برنامج معين مع الجميع.

ويشير إلى أن "الجهاد" رفضت التوقيع على برنامج منظمة التحرير، وأن مواقف "فتح" تؤدي في النهاية إلى عزلة الأخيرة.

من جهته، يجيب المحلل السياسي طلال عوكل عما إذا كان التوتر بين "الجهاد" و"فتح" على خلفية أزمة منظمة التحرير مرشحا للتصاعد بقوله: ليس هناك أكثر من هذا التوتر؛ لأن العلاقة بينهما متوترة أصلا.

ويقول عوكل لصحيفة "فلسطين": إن إعادة تفعيل وبناء منظمة التحرير وإجراء انتخابات المجلس الوطني والشراكة هو موقف ليس فقط حركتي حماس والجهاد بل أيضًا الجبهتين الشعبية والديمقراطية وفصائل أخرى وحتى المستقلين، منبها إلى أن دعوة الإطار القيادي للمنظمة إلى الانعقاد بيد عباس.

وأقر البيان الختامي للمؤتمر السابع لحركة "فتح" في 2016، "التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وشرق القدس عاصمتها، إلى جانب دولة (إسرائيل)، بأمن وسلام وحسن جوار، والتمسك بالثوابت الفلسطينية"؛ على حد ما جاء في البيان.

وبقيت قرارات اتخذتها مجالس منظمة التحرير بـ"تعليق" الاعتراف بـ(إسرائيل)، ووقف التنسيق الأمني بين السلطة والأخيرة في الضفة الغربية حبيسة الأدراج.