فلسطين أون لاين

نزيف في الضباط وتراجع في الجاهزية.. أزمة غير مسبوقة تضرب جيش الاحتلال

...
تقرير صحيفة معاريف كشف عن غياب قاعدة بيانات دقيقة وشاملة للقوى العاملة في الجيش
ترجمة: عبد الله الزطمة

يواجه جيش الاحتلال أزمة بنيوية غير مسبوقة في قوامه البشري، تتجلى في موجات استقالة وتسريح واسعة بين الضباط والجنود، وارتفاع غير معتاد في طلبات ترك الخدمة، إلى جانب تراجع حاد في إقبال الشباب على الخدمة الدائمة.

ويحذر اللواء الاحتياط يتسحاق بريك من أن استمرار هذا النزيف قد يقوّض قدرة الجيش على العمل بكامل طاقته.

وبحسب ما أورده موقع صحيفة "معاريف" العبرية، يوم الأحد، تكشف المعطيات عن فجوات كبيرة في صفوف الضباط والجنود المحترفين، نتيجة قرارات سابقة تتعلق بتقليص القوى العاملة وتقصير فترة الخدمة.

كما دفعت بيئة العمل المتدهورة وغياب الحوافز المهنية كثيرين إلى التوجه نحو القطاع المدني، ما عمّق حالة العجز داخل المؤسسة العسكرية.

ويحمّل بريك شعبة شؤون الأفراد مسؤولية الإخفاق في إدارة الموارد البشرية لسنوات طويلة، مستمرة في الاعتماد على أدوات قديمة وتجاهل أزمات متراكمة، ما أدى إلى تراجع حال القوى العاملة النظامية والاحتياطية على حدّ سواء.

ويتهم التقرير قيادة الجيش بالانفصال عن قوات الاحتياط التي لعبت دورًا محوريًا في العمليات الأخيرة، مشيرًا إلى أن مبادرات طرحها جنود الاحتياط لإعادة تنظيم صفوفهم جرى تجاهلها أو تعطيلها رغم قيمتها العملياتية.

كما يبرز التقرير غياب قاعدة بيانات دقيقة وشاملة للقوى العاملة، إذ تعمل منظومات المعلومات الخاصة بالجنود النظاميين بمعزل عن تلك الخاصة بالاحتياط، في ظل وصف أساليب العمل بأنها "تقليدية ومتخلفة عن متطلبات الطوارئ".

ويشير التقرير إلى ضعف الرقابة والتنفيذ داخل المؤسسة العسكرية، حيث لا تُطبق التعليمات ولا يُحاسَب الضباط، إضافة إلى قصور واضح في أداء مركز شؤون الاحتياط. ويسجل نقصًا خطيرًا في التدريب المهني داخل مجالات حساسة مثل الاستخبارات والطب الميداني والاتصالات خلال فترات الحرب.

وتُفاقِم البيروقراطية من صعوبة عودة المتطوعين إلى الخدمة الاحتياطية، بينما تبدو "احتياطيات القوى العاملة" - وهي المفترض أن تشكل قاعدة الدعم الأساسية في الطوارئ - غير محدثة وبعيدة عن الجاهزية.

ويحذر بريك من انقطاع متكرر في المناصب التنظيمية داخل الوحدات، وغياب مسارات تطوير مهني للضباط، وانتشار ثقافة "النقاش بلا تنفيذ" التي تُبقي الفجوات قائمة وتُضعف الأداء الميداني.

ويختتم بريك بالقول إن منظومة شؤون الأفراد في الجيش الإسرائيلي تمرّ بـ"مرحلة انهيار"، تُهدد الجاهزية العسكرية في الروتين وفي أوقات القتال، وتضع الجيش في "أخطر وضع يعيشه منذ تأسيسه".

المصدر / فلسطين أون لاين