فلسطين أون لاين

​على كبر سنه الشهيد عويسات جسّد صمود الأسير الفلسطيني

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة – غزة/ خضر عبد العال:

يقف أمام سجانه بكبرياء، لعل سبب ذلك أصوله الفلسطينية المقدسية؛ فهو من جبل المكبر، وهو في المقابل متواضع بين أقرانه الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم تقدمه في العمر.

تنظر إلى صوره فيتملكك شعور غريب ملؤه الهيبة، في حين تعبر قسمات وجهه عن صبره وجلده الكبيرين أمام غطرسة الاحتلال، هذا ما تعبر عنه ملامح شهيد الحركة الأسيرة عزيز عويسات.

بدأت قصة الشهيد عويسات عام 2014م، حينما ادعى الاحتلال أنه يخطط لتفجير خط الغاز الخاص بمستوطنة "أرمون هنتسيف" المقامة على أراضي جبل المكبر جنوب القدس، ثم حكم عليه بالسجن 30 سنة.

وفي اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، يقول مفيد عويسات (25 عامًا) النجل الأوسط للشهيد: "اعتقل الاحتلال والدي في الثالث من آب (أغسطس) 2014م، وحكم عليه بالسجن مدة 30 سنةً، قضى منها ثلاث سنوات وبضعة أشهر".

وبالمناسبة الشهيد عويسات أبٌ لستة من الأبناء وجد لستة أحفاد، وكان يعمل حرفيًّا في مهنة طلاء البيوت.

وخلال أسره أخضع عويسات لمسلسل تعذيب ممنهج دون مراعاة حقوق الإنسان التي أقرها القانون الدولي الإنساني، ما جعل من جسده عرضة لتنهشه الأمراض، فأصيب بفشل جميع أعضائه بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأخبر نجله مفيد "صحيفة فلسطين" أنه في الثاني من أيار (مايو) 2018م ادعت إدارة السجون أن والده أقدم على سكب ماء ساخن على أحد السجانين في سجن "إيشل"، لتقمع القسم كله، ويتفرد 10 أشخاص من وحدات القمع باعتداء وحشي على والده، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، فنقل إلى ما تسمى "عيادة سجن الرملة".

ويؤكد أن والده لم يكن يعاني أي أمراض قبل هذا الاعتداء "الوحشي" من السجّان.

وفي السابع من أيار (مايو) من العام نفسه، خلال عملية نقله في "البوسطة" إلى أحد المعتقلات، إذ نقل بين سجون "نفحة" و"ريمون" و"إيشل" و"الرملة" و"جلبوع"، اعتدي عليه اعتداء آخر أثر على حالته الصحية، حسبما ذكر أحد الأسرى للعائلة.

ويروي مفيد تفاصيل جديدة فيقول: "في التاسع من أيار (مايو) أبلغنا نادي الأسير الفلسطيني أن والدي أصيب بجلطة قلبية داخل عيادة سجن الرملة، وبسببها نقل إلى مركز "أساف هروفيه"، حيث أُجريت له عملية جراحية، ثم نُقل إلى مستشفى "تل هشومير" ومكث فيه أيامًا ثم نُقل مجددًا إلى (أساف هروفيه)".

جسّد عويسات عندما كان أسيرًا صمود الأسرى الفلسطينيين الذين يغيظون إدارة سجون الاحتلال التي تلفق لهم اتهامات باطلة لقمعهم والانتقام منهم، وتتبع سياسة إهمالهم طبيًّا، إلا أن بطل هذه القصة (عويسات) ظل يقاوم حتى آخر نفس.

وفي 20 أيار (مايو) من عام 2018م أعلن نادي الأسير الفلسطيني استشهاد الأسير عويسات نتيجة الجلطة القلبية التي أصيب بها في سجن الرملة، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده، إذ أبقى على اعتقاله رغم تيقنه أنه وصل إلى مرحلة خطيرة.

ويطالب نجل الشهيد عويسات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية بمحاكمة ومقاضاة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، على ارتكابه جرائم لا إنسانية بحق الأسرى الفلسطينيين.