ابتسمت طويلًا وعدت إلى الوراء سنين عديدة، استرجعت الأيام الخوالي، وذكريات الحب الطاهر معًا في مشوار زواجنا، فوجدت أنك الحب والعيد معًا، وكأن الذكرى لي وحدي ومعك أنت تكتسب كل المعاني، فيك تختصر الكلمات وتختزل الألفاظ، عن أي حب تتكلمون، وعن أي عيد تتحدثون؟!
سيدي، أنت الماضي الجميل والحاضر السعيد والمستقبل المأمول، فأنا مهرة أصيلة عربية، سليلة أفــراسٍ تحلَّلهـــا سبع طيب الأنفاس، أنا سليلة عائشة وخولة، وأماي خديجة وزينب، أنا مسلمة لا شرقية ولا غربية؛ فلا تسافر بي إلى هناك حيث موت المروءة وانتحار الرجولة، ولا تحولني إلى امرأة من ورق، غابت أنوثتها، وضاعت بين الرجال رقتها، لا، يا عزيزي، لا أريد منك حبًّا وباقة ورد ودبًّا أبيض وأرنوبًا أحمر، ليوم واحد وفي ذكرى واحدة، وغياب احترام وعشرة كره باقي العام، لا، يا عزيزي؛ فلن أقبل أنصاف رجال وأشباه ذكور.
لن أحتفل إلا بك؛ فالأيام معي كلها عيد، والحب نهر جارٍ في أروقة بيتنا تزينه ابتسامتك، وتهز أركانه دمعتي، فأنت عيدي وأنا الحب فيه، ولست ابنة سجان يعشقها فالنتين، ولا أعشق قديسًا روماني المولد، بل أنا من هنا، ولدت هنا، وسأموت هنا، على تراب مزجببقايا عظم أجدادي وسقي بدم أحبابي، أنا العفيفة الطاهرة، ولست للعرض أو المتاجرة، أنا أم وأخت وحبيبية، أنا سند السنين، أنا قمر السماء لأنير طريقك، أنا سيدة حرة طليقة.
لسنا ممن يشترين بكلمة أو كلمات هنا أو هناك، معسولة أو جميلة، وكما قالت سيدة عربية أصيلة نحن سيدات مع رجالنا، ورجال مع غيرهم؛ فنحن شقائق الرجال، خلقنا الله لرسالة عزيزة كريمة؛ فلن تسقط الراية، وسنبقى رافعات الرؤوس نعانق السماء فخرًا وطهرًا.