عقب قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي طرد البعثة الدولية المتواجدة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة لمراقبة وتوثيق انتهاكات المستوطنين ضد الفلسطينيين، شكل شبان فلسطينيون مجموعات متطوعة من أهالي المدنية أطلقت على نفسها حملة "التوثيق والحماية".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد قرر في يناير/ كانون الثاني الماضي، عدم تمديد ولاية التواجد الدولي المؤقت في الخليل (TIPH)، وطرد العاملين فيها من الأراضي المحتلة.
الناشط الحقوقي في الخليل عيسى عمرو، أعلن عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، فتح باب التطوع للأهالي وجميع نشطاء الخليل للمشاركة في مجموعات "الحماية والتوثيق" لتوثيق انتهاكات الاحتلال والمستوطنين بحقّ طلبة المدارس والمواطنين.
وأوضح عمرو لصحيفة "فلسطين"، أنه بعد طرد بعثة المراقبة الدولية لابد من وجود جسم يسد مكان عملها في توثيق جرائم وانتهاكات الاحتلال، منبهًا إلى أن عمل المجموعات الشبابية التطوعية "لا يسد مكان البعثة، لكنه أفضل من عدم وجود أي جهة تصد جرائم الاحتلال وتوثقها".
وأكد أن الاحتلال منع النشطاء المتطوعين من ممارسة عملهم في مجموعات "الحماية والتوثيق" من العمل في شارع الشهداء وسط الخليل، مردفًا "منعونا من العمل وطرودنا".
ولفت إلى أنه تعرض لتهديدات من مخابرات الاحتلال وإدارته المدنية بسبب تأسيسه لهذه المجموعات، وأن المستوطنين اعتدوا عليه جسديا وعلى النشطاء والأهالي، عدا عن تلقيه اتصالات تهديد بالقتل من متحدثين باللغة العبرية.
وأضاف عمرو "اتفقنا مع النشطاء والأهالي على تسمية مجموعات الحماية والتوثيق باسم القائد الفلسطيني ابن الخليل الشهيد كفاح العويوي، الذي كان يعمل من أجل تعزيز صمود الأهالي في المناطق المغلقة، وتيمنًا بالكفاح الفلسطيني التاريخي ضد الاحتلال والاستيطان وتعدد أشكاله".
وأشار إلى أن عمل هذه المجموعات سينشط في المناطق المغلقة من تل الرميدة حتى واد الغروس والحصين والبقعة والبويرة، كما أنه سيكون هناك تدريب مكثف للمتطوعين والنشطاء.
إضافة إلى ذلك يوفر القائمون على الحملة التطوعية بعض الاحتياجات من لباس وكاميرات وتغطية قانونية، فيما تعمل مجموعات الحماية ساعة صباحًا وساعة بعد الظهر، وساعتين في الليل، كلٌّ منها حسب استطاعتها.
ولا يتوقع الناشط الحقوقي عوْدة عمل البعثة الدولية في مدينته نتيجة إجراءات احتلال الحازمة.
ومنع الاحتلال مجموعات الحماية والتوثيق والمراقبة من التواجد في شارع الشهداء، حيث اعتدى المستوطنون على المجموعة لليوم الثالث على التوالي، وعرقلوا عملهم، فيما أعلن جيش الاحتلال المنطقة مغلقة عسكريا، وطرد النشطاء.
عضو اللجنة التنسيقية لتجمع شباب ضد الاستيطان عزات الكركي، أكد أن محاولات الاحتلال في صد النشطاء عن حماية المواطنين وطلبة المدارس لن تنجح.
وقال الكركي لصحيفة "فلسطين إن "المنع لن يوقفنا ولن يمنعنا عن الاستمرار بعملنا في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وسنقدم ما نستطيع للحفاظ على الهوية الفلسطينية في المناطق المغلقة".
والبعثة الدولية المؤقتة في الخليل هي بعثة مراقبة مدنية، أسست عام 1994 بوجود مراقبين دوليين من الدول الست المشاركة التي تمولها، هي: (الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا)، كانت سلطات الاحتلال تمدد عملها مرتين كل عام، قبل أن تنهي عملها نهائيًّا.
وكانت مهمتها الرئيسة مراقبة انتهاكات الاحتلال وكتابة التقارير عن الوضع في المناطق الخاضعة لعملها في الخليل، بهدف إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة.