فلسطين أون لاين

​بمحاربتها المقاومة

هكذا تطلق السلطة يد المستوطنين في الضفة المحتلة

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

يحذر محللان سياسيان من استباحة جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الضفة الغربية، التي هي نتاجٌ طبيعي –حسب رأيهما- للاتفاقات السياسية الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، التي أطلقت يد الاحتلال بالضفة دون رادع.

ويؤكد المحللان السياسيان لصحيفة "فلسطين" أن مهمة السلطة بالضفة باتت حماية جنود الاحتلال ومستوطنيه من المقاومة، والقضاء على أي جهد لها في مهده بالملاحقة والاعتقال ونزع السلاح.

وكان مستوطنون قد قتلوا فلسطينيًّا وأصابوا آخرين، في 26 من الشهر الماضي، خلال مهاجمتهم قرية المغير شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم يبين أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية مكفولة باتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير، ويجعل الأمن الإجمالي بيد الاحتلال، ما أتاح له اقتحام أي مكان يريده بالضفة.

ويشير إلى أن تلك الاتفاقات توجب على أجهزة أمن السلطة ملاحقة أي فلسطيني يرد عدوان أي من المستوطنين.

ويقول: "إذا كان هناك أي لوم فهو يقع على السلطة، التي فتحت المجال لجنود الاحتلال ومستوطنيه للاعتداء علينا باستمرار، دون أي رد فعل من جانبها".

ويلفت قاسم إلى أن السلطة ملتزمة وفقًا لاتفاق "أوسلو" بملاحقة المقاومة وعدم المس بالعملاء، مبينًا أن إدانتها الإعلامية لانتهاكات الاحتلال لا تعدو كونها كلامًا؛ "فالسلطة جزء من المشكلة والأزمات التي تواجه الشعب الفلسطيني، الذي يقع تحت احتلالَيْن: الإسرائيلي ووكلائه"، وفق تعبيره.

وينبه إلى أن كل الصفوف الشعبية في الضفة مقموعة، وعلى رأسها المقاومة، ما يجعل من الصعب تنفيذ أي عمليات فدائية منظمة، وقصرها على العمليات الفردية، بسبب سياسات السلطة.

ويرى قاسم أن البيئة في الضفة لم تعد صالحة للدفاع عن الذات، لانتشار "الجواسيس" وأجهزة أمن السلطة لمحاربة المقاومة، وتسبب السلطة بما وصفه بـ"تراجع الثقافة الوطنية" وطغيان الهموم الشخصية عليها.


تبادل الأدوار

بدوره يرى المحلل السياسي تيسير محيسن أن ما ينفذه الاحتلال: الجهات الرسمية في الحكومة كجيش الاحتلال، وقطعان المستوطنين، من اعتداءات متكررة على الكل الفلسطيني؛ يأتي ضمن رؤية ترمي بالأساس إلى فرض نفوذ متزايد للاحتلالبالضفة.

ويقول محيسن: "نرى تبادل الأدوار المُمارس ميدانيًّا بين: المؤسسة الرسمية متمثلة في جيش الاحتلال، والمستوطنين الذين يقومون بما لم تتمكن منه الأولى، وما يمكن أن يضعها في دائرة الاتهامات والانتقادات الرسمية".

ويضيف: "الاحتلال يوزع الأدوار بين مؤسساته المختلفة لمحاصرة الوجود الفلسطيني بالضفة في أضيق نطاق ممكن بشريًّا وجغرافيًّا".

ويبدي محيسن أسفه لتقييد السلطة نفسها بالتمسك برؤية سياسية "لا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني"، قائلًا: "لم يتطور الشجب والاستنكار لدى السلطة إلى أي إجراء عملي؛ فكبلت نفسها منذ البدايات سلطةً وظيفيةً، راهنةً مساحة عملها لمتطلبات اتفاق سياسي هزيل يخدم الاحتلال".

ويتابع: "استطاع الاحتلال إيجاد قيادات على رأس السلطة جل همها الحفاظ على مصالحها التي في مجملها مرتبطة بوجوده؛ فلا تستطيع هذه القيادات أن تتحلل من التزاماتها تجاهه، وهو بالمقابل يتيح لها الحماية".

ويختم المحلل السياسي بقوله: "معظم التصريحات التي يدلي بها رئيس السلطة وقيادة أجهزة أمنه تؤكد ملاحقة أبناء المقاومة؛ فالعشرات منهم في السجون، وتفاخر عباس أخيرًا بأنه صادر 90% من إمكانات المقاومة بالضفة، فضلًا عن التنسيق الأمني القائم على ملاحقة أبناء المقاومة وتجفيف منابعها وإمكاناتها".