في 13 و14 من شباط الجاري سيعقد مؤتمر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة البولندية وارسو، سيشاركفيه وزراء خارجية دول عربية وأوروبية، إلى جانب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال إسرائيل. الفلسطينيون غير مدعوين إلى المؤتمر رغم أن جوهره يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإحلال "السلام" في المنطقة.
الفلسطينيون أصحاب الأرض والحق والقضية لم يُدعوا، في حين المحتل الإسرائيلي له النصيب الأكبر في المؤتمر، والعرب الذين تجهد منظمة التحرير الفلسطينية نفسها في إرضائهم وطلب موافقتهم وإجماعهم على كل قرار فلسطيني يذهبون للقاء نتنياهو من أجل تقرير مصير ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.
صائب عريقات رئيس اللجنة التنفيذية لا يكف عن تأكيد أن فصل غزة عن الضفة هو الركن الأساسي في صفقة القرن، وقد غاب عنه أن التطبيع الشامل والكامل مع العرب وعزل الفلسطينيين عن المحيط العربي هو الهدف الأكبر لما تسمى صفقة القرن التي بدأت فعليا مع احتلال فلسطين، ثم شرعنه الاحتلال فلسطينيا باتفاقية أوسلو، وعربيا بالمبادرة العربية للسلام، وما سيحدث في وارسو إنما هو محاولة لتتويج تلك الصفقة وقطف ثمار عقود من التآمر العربي والدولي على الشعب الفلسطيني.
لن تكون محصلة وارسو سوى الفشل الذريع، فالكيان الغاصب رغم مرور عشرات السنوات على احتلاله فلسطين لم ينعم بالأمن والأمان، ولا يستطيع أن يزعم أنه أسس كيانا مستقرا وقابلا للحياة، وذلك بسبب وجود شعب فلسطيني مؤمن وحي لن يتخلى عن الدفاع عن وطنه مهما طال الزمن، وكذلك فإن الشعوب العربية هي شعوب حية لن تسمح باستمرار مهزلة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي حتى لو حاولت الزعامات العربية غير الشرعية أن تفرض التطبيع على شعوبها.
لا بد لقادة منظمة التحرير أن ينتبهوا ولو في الساعات الأخيرة أن ما يحدث في وارسو ضدهم، حتى لو كان المشروع الوطني للمنظمة يتعارض مع الثوابت الفلسطينية ولا يلبي جزءا يسيرا من طموحاتنا إلا أن العرب غير مستعدين لتمريره، ولذلك يجب وقف المسير بالاتجاه الخطأ والتصعيد الداخلي، فمعركتنا مع المحتل الإسرائيلي وليست مع أنفسنا.