لقاء ثلاثي مهم جمع السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس مع الوفد الأمني المصري ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وحسب مصادر مختلفة فقد تناول اللقاء نقاطا متعددة أبرزها تطوير العمل في معبر رفح لحركة المسافرين في الاتجاهين، إلى جانب زيادة التبادل التجاري بما يلبّي حاجة القطاع اقتصادياً، ويوفر عائداً ضريبياً يمكّن الحركة من توفير رواتب لموظفيها بعيداً عن الضغوط الإسرائيلية بعد التعديل على الفئات المستهدفة من المنحة القطرية، وذلك مقابل استعادة الهدوء واستمراره على الحدود الوهمية بين قطاع غزة والمناطق المحتلة عام 1948، وذلك إلى حين التوصل إلى تطبيق كامل للتفاهمات التي تنتهي برفع الحصار كليا عن قطاع غزة .
الشارع الفلسطيني في قطاعلا يثق مطلقا بما تتمخض عنه الاجتماعات، سواء كانت عادية أو حتى غير مسبوقة، لأنه لم يرفع الحصار عن قطاع غزة منذ فرضه قبل أكثر من عقد من الزمان، رغم عشرات اللقاءات مع الأطراف الخارجية، ورغم جولات الحوار الداخلية وما وُقِّع من اتفاقات لإنهاء الانقسام الداخلي. لذلك يرى الشارع الفلسطيني أن ما يجري ما هو إلا " حقن تخدير" لكسب الوقت، سواء لتوفير هدوء يخدم بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية بعد 70 يوميا أو من أجل فرض وقائع جديدة يتهرب من خلالها الجانب الإسرائيلي من التزامه بالتفاهمات ويبقى حصار غزة مع بعض "التنفيسات".
لا بد أن يشعر المواطن في قطاع غزة بتغيير حقيقي ينقله إلى الأفضل وبشكل متصاعد حتى يقتنع أن الحصار في طريقه إلى الزوال، أما أن يتقدم خطوة ثم ينتكس بعدها، فهذا يزيد من إحباطه ويعطيه المبرر لنزع الثقة من كل مبادرات التهدئة وحوارات المصالحة، وكذلك من الوعود الزائفة التي تقدم من هذا الطرف أو ذاك.
إن رفع الحصار عن قطاع غزة قضية أساسية وأولوية قصوى، لذلك لا يجوز تأخير رفع الحصار أو تحسين صورته من أطراف خارجية، وكذلك لا يجوز معارضته داخليا بناء على حسابات فئوية أو حزبية، فالكل الفلسطيني في الداخل والخارج يريد أن تنتهي معاناة غزة، ولا يأبه لكل ما يروج له من أباطيل وأساطير مثل التذرع بضرورة تطبيق المصالحة أولا أو أنّ رفع الحصار جزء من صفقة القرن.