فلسطين أون لاين

عاد الأطفال للمدرسة.. هيا نصحح المسار

...
غزة- مريم الشوبكي:


مع الاستعداد لعودة الطلبة إلى المدارس بانتهاء إجازة الفصل الدراسي الأول تبدأ الأم مرحلة تهيئة ابنها لاستقبال الفصل الثاني بهمة أعلى، وتدارك الأخطاء والتقصير الذي جناه فيما فات، وتكون مرحلة تحسين المستوى الدراسي أكثر منها تقبلًا للمدرسة التي اعتاد عليها.

شيماء الشامي ترى أن الفصل الدراسي الثاني إعادة تقويم لمستوى أبنائها الثلاثة، وتدارك الأخطاء التي وقعوا بها، وتصحيح مسارهم بطرق وأساليب تعليم وترغيب وترهيب جديدة ستسلكها.

أما غيداء عاشور فتقول: "أبلت ابنتي وابني بلاءً حسنًا في الفصل الدراسي الأول، ولخشيتي تراخيهما معولين على تفوقهما سأبذل قصارى جهدي لعدم تراجعهما، مع التقليل من الضغط النفسي الذي كنت أحاصرهما به، بل سأستعيض عنه بمكافأتهما ماديًّا ومعنويًّا".

ووصفت سماح أبو مغاصيب الفصل الدراسي الثاني بأنه مرحلة تصحيح مسار للفصل الأول، لاسيما في المواد الدراسية التي أخفق فيها أبناؤها، ورفع معدلهم فيها، والتفكير جديًّا في إلحاقهم ببعض الدروس الخصوصية لتقويتهم فيها.

وتقول: "المنهاج صعب ودسم، لا يتمكن الطالب من استيعابه بسهولة، لذا أجد أنني لا أستطيع متابعة أربعة أبناء مرة واحدة، كنت أرفض دروس التقوية لعدم ثقتي أنها ستضيف شيئًا إلى أطفالي، وأنني قادرة على متابعة المذاكرة لهم، ولكني أعترف أنني قصرت بعض الشيء، لأن الأمر فاق طاقتي".

مرحلة انتقالية

ومن جهتها بينت الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة أن العودة للمدرسة مع انتهاء إجازة الفصل الدراسي الأول هي مرحلة انتقالية، إذ يكون الطالب قطع شوطًا في سنته الدراسية.

وذكرت السعايدة لـ"فلسطين" أن العملية التربوية بين الفصلين عملية تراكمية، تدخل فيها عدة أمور، منها: الالتزام الدراسي، والتحصيل الدراسي، والعلاقات الاجتماعية التي تحكمنا في المدرسة، وأقران الدراسة.

وأشارت إلى أن الأمر مرهون بكيفية تعامل كل طالب وأولياء أمورهم تجاه هذه المعطيات، من ناحية التحصيل الأكاديمي، ونتائج درجات الفصل الأول، وتقويم مستوى الطالب، وتحديد نقاط القوة والضعف الموجودة لديه في الإنجاز الأكاديمي.

وبينت الاختصاصية النفسية أن معرفة مستوى الطالب يستدعي منه ومن ولي أمره مراعاة تلك النتائج، وتعزيز نقاط القوة، ومعالجة جوانب القصور في المواد الدراسية لطالب، وبذلك يستطيع شحذ همته في الفصل الدراسي الثاني ليحصد أعلى الدرجات، ويتبوأ مكانة مرموقة بين أقرانه.

ولفتت السعايدة إلى أن الطلبة يتمنون أن تطول الإجازة النصفية وألا يعودوا للمدرسة، ونظرًا لتكدس أعداد كبيرة داخل الفصول، ونظام الدوام المبني على مرحلتين صباحية ومسائية؛ يتغير نظام الطلبة.

وبينت أنه لابد من الأخذ بالحسبان عملية تهيئة الطلبة لتلك الأوقات الدراسية نفسيًّا، خاصة في المرحلة الدراسية الدُنيا، بالحديث معه، والإصغاء إلى تجربته، والإعداد والتجهيز للأدوات المدرسية والزي.

وذكرت السعايدة أنه بعد انقطاع الطفل مدة الإجازة القصيرة يعود إلى شبكة العلاقات الاجتماعية التي كونها داخل أسوار المدرسة، وهي من الأمور الإيجابية التي تحبب المدرسة إلى الطفل، وعلى الأم تعزيز ثقته بنفسه، وسؤاله عن أصدقائه، وإشعاره بالمسئولية والاستقلالية.

ودعت الوالدين لتحقيق التواصل الفعال مع المدرسة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة، بالوقوف على واقع الطلبة في المدارس ومعرفة مشاكلهم وهمومهم، ثم وضع حلول ناجعة، وكل ذلك لا يتأتى إلا بالتعاون والتواصل المثمر بين المدرسة والأسرة.

وأكدت السعايدة أن على المدرسين في بداية الفصل تلبية وإشباع الحاجات النفسية للطلبة، باللعب والترفيه والتنشيط لترغيب الطلبة بالعودة إلى المدارس.