أعلنت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالميَّة، اليوم الأربعاء، إطلاق حملة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال السبت المقبل، بعد الكشف مؤخرًا عن تفشي الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي في غزة.
وقالت وزارة الصحة في بيان صحافي، "في ظل التحديات التي تواجه قطاعنا، فإن خطر عودة الأمراض التي كنا نعتقد أننا تخلصنا منها ما زال يهددنا، ومنها مرض شلل الأطفال حيث ما زلنا نسجل وجود للفيروس في مياه الصرف الصحي".
وأعلنت الصحة، "إطلاق حملة وطنية واسعة النطاق للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في محافظات القطاع السبت المقبل"، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأوضحت أن الحملة ستستمر لمدة 3 أيام، لافتة إلى إمكانية تمديدها ليومين إضافيين حال تطلب الأمر، مشيرةً إلى أن الفئة المستهدفة هم الأطفال حتى سن 10 سنوات.
ومن جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، تتواصل الاستجابة الطارئة لتفشي شلل الأطفال في قطاع غزة، حيث من المقرر إطلاق حملة تطعيم جماعية في الفترة من 22 إلى 26 فبراير 2025.
وبينت المنظمة العالمية، عبر منصة "إكس"، أنه سيتم إعطاء لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2) لأكثر من 591000 طفل دون سن 10 سنوات لحمايتهم من شلل الأطفال، وتأتي هذه الحملة بعد الكشف مؤخرًا عن فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي في غزة، مما يشير إلى استمرار انتشاره في البيئة، مما يعرض الأطفال للخطر.
وأضاف البيان، إن "وجود مجموعات من الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة أو انعدامها يمنح الفيروس فرصة للاستمرار في الانتشار والتسبب في المرض. إن البيئة الحالية في غزة، بما في ذلك الاكتظاظ في الملاجئ والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المتضررة بشدة، والتي تسهل انتقال العدوى عن طريق البراز والفم، تخلق الظروف المثالية لانتشار فيروس شلل الأطفال، ومن المرجح أن تؤدي حركة السكان المكثفة نتيجة لوقف إطلاق النار الحالي إلى تفاقم انتشار عدوى فيروس شلل الأطفال".
وقد أجريت جولتان سابقتان من التطعيم في قطاع غزة بنجاح في شهري سبتمبر وأكتوبر 2024، حيث بلغت نسبة التطعيم أكثر من 95% من المستهدف.
ونظراً لأن فيروس شلل الأطفال يبقى في البيئة، فإن هناك حاجة إلى جهود تطعيم إضافية للوصول إلى كل طفل وتعزيز مناعة السكان. ولا يزال وجود الفيروس يشكل خطراً على الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة أو انعدامها، في غزة وفي مختلف أنحاء المنطقة.
وشلل الأطفال واحد من الأمراض والأوبئة المعدية التي ظهرت بسبب حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع على مدار أكثر من 15 شهرا وتوقفت في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي أغسطس/ آب 2024، أعلنت وزارة الصحة بغزة تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع لطفل عمره 10 شهور، لتنطلق أول حملة لتطعيم الأطفال ضد المرض خلال الإبادة في سبتمبر/ أيلول العام الماضي عبر مرحلتين وبجرعتين.
وحسب الأمم المتحدة، يحتاج أطفال غزة إلى جرعتين من اللقاح، كل منهما على شكل نقطتين عن طريق الفم.