فلسطين أون لاين

​قطينة.. طبيبة مقدسية تبدع في مجال زراعة الأعضاء

...
غزة- هدى الدلو

كان التحاقها بكلية الطب بدافع حبها لخدمة الناس، وتطبيب جروحهم، وتسكين آهاتهم، وأن تفيد المجتمع، وأجابت يوم أن سئلت في امتحان القبول للالتحاق بكلية الطب في جامعة القدس حول ماهية التخصص الذي تريده: "إنني أحب كل ما هو جديد، أريد اكتشاف الجديد لحظة تخرجي".

واليوم تبدع الطبيبة المقدسية لينا أسامة قطينة في علم الأدوية الجينية pharmacogenetics حيث ما زال الكثير الذي يمكن اكتشافه في هذا المجال.

وتميزت قطينة في تخصصها لتحصد المركز الثاني لأفضل بحث في سويسرا من بين البحوث التي نشرت عام 2018 في مجال زراعة الأعضاء.

قطينة طبيبة تخرجت في جامعة القدس أبو ديس في عام ٢٠٠٣م، حيث كانت الدفعة الثالثة لكلية الطب، وبعد إنهاء سنة الامتياز حصلت على منحة لدراسة الدكتوراة في جامعة باريس ٦ في فرنسا بين عام ٢٠٠٤م و٢٠٠٨م في مجال علم الأدوية الجينية.

وقالت: "رسالة الدكتوراة كانت تهدف إلى كشف أسباب رفض العضو المزروع بعد زراعة الكلى، بناء على وجود الطفرات الجينية".

وجاء اختيارها لهذا المجال من محض الصدفة، "فعند ابتعاثي طلبت أن يكون مجال دراسة الدكتوراة في علم الأدوية، لا سيما أن لهذه المادة مكانة خاصة حيث حرصت على حضور كل المحاضرات المتعلقة بها وكنت مبدعة فيها، وهناك تعرفت إلى مجال علم الأدوية الجينية، واحببت المجال وقررت مواصلة دراستي في هذا التخصص".

وبعد انتهائها من الحصول على درجة الدكتوراة، عادت إلى فلسطين وعملت بروفيسورًا مساعدًا في كلية الطب بجامعة القدس لمدة ثلاثة أعوام، مضيفة: "كنت أدرس بها مادة علم الأدوية وعلم وظائف الأعضاء، وكانت تجربة غنية لشغفي في هذا المجال، إلى جانب أن تفاعل الطلبة معها زاد من حبي لها".

وأوضحت قطينة أنه خلال اشتراكها بالمؤتمر الطبي في سويسرا، التقت بمدير مختبر أبحاث في لوزان/سويسرا، الذي عرض عليها الانضمام لفريقه للعمل في مجال علم الأدوية الجينية في مجال زراعة الأعضاء والأمراض النفسية، لافتة إلى أن الرابط بين البحثين هو أن كلا المريضين معرض للسمنة وللإصابة بالسكري، المسببان إلى أمراض القلب والوفاة.

وعدَّت أن دراسة الطب والإبحار في عالمه الواسع خاصة فيما يتعلق بالخوض في مجال العمل والأبحاث من شأنه أن يؤثر في طبيعة حياتها الاجتماعية والأسرية، "فالعمل يأخذ الكثير من وقتي، ولكن أحاول دائمًا زيارة الأهل والالتقاء بالأصدقاء وتقضية وقت معهم".

وتابعت قطينة حديثها: "البعد عن الوطن ليس بالأمر السهل والإيجابي، فلا بدَّ من وجود انتماء، فإني أنوي العودة لوطني، ولكنني بحاجة لمزيد من الخبرة حتى أستطيع أن أنقلها لفلسطين، وأفيد أبناء بلدي، حاليًا بجانب الأبحاث، بدأت من ٣ سنوات التخصص في مجال استشارة الأمراض الوراثية، وأنوي بإذن الله إنهاء التخصص بهذا المجال أيضًا قبل العودة".

وترى أن الطريق لم يكن أمامها ممهدًا، فبعض العقبات التي واجهتها كانت متعلقة بالاعتراف بالشهادات في أوروبا، ولكن بالمثابرة والسعي والإصرار معظم العقبات أزيلت، والجدير بالذكر أن الكثير يظن أن الفتاة المحجبة ستواجه صعوبات كثيرة، "ولكن بالعكس أرى الاحترام والتقدير في وجوه من أعمل معهم، وهذا مصدر سرور لي لأني أريد أن يعرفوا كيف هي الفتاة الفلسطينية"، وفق حديثها.

وقد حصلت الطبيبة قطينة، على المركز الثاني لأفضل بحث في سويسرا من بين البحوث، التي نشرت عام 2018 في مجال زراعة الأعضاء، وكأفضل بحث كلينيكي، إضافة إلى جائزة مالية.

يشار إلى أن البحث يتناول ربط جين (SP110) لأول مرة بإصابة المريض الخاضع لزراعة عضو بمرض السكري الذي يعتبر أحد التعقيدات التي تؤدي إلى أمراض القلب، وهو أحد أبرز الأسباب المؤدية للوفاة بعد زراعة العضو، رغم أن العضو المزروع يعمل بفاعلية جيدة.

كان شعور وصفته بـ"رائع" الحصول على تقدير واعتراف بأهمية العمل الذي قمتُ به، "فهذه الجائزة ستكون مصدر تشجيع لي لأكمل في هذا المجال إن شاء الله، وفي الحقيقة ما أسعدني أكثر هو رؤية السعادة والفخر في عيون والدي ووالدتي الذين من غير دعمهم لم أكن لأصل لما وصلت له".

وتطمح بأن تكمل طريقها في عالم الطب، وأن تتمكن من الجمع بين عملها كباحثة، وطبيبة بهدف الجمع بين المجالين لخدمة المريض في المستقبل، وتتمنى أن تحصل بالمستقبل القريب على مختبر أبحاث تستطيع فيه إتاحة مقاعد للدكتوراة لأبناء بلدها.