ندّد متحدثون فلسطينيون، بمشروع القطار الهوائي "التلفريك"، الذي تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذه بشكل ملاصق للمسجد الأقصى المبارك.
وقال المتحدثون خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الإعلام برام الله، الأربعاء: إن المخطط يأتي في سياق سعي سلطات الاحتلال لتهويد مدينة القدس المحتلة.
وأودعت سلطات الاحتلال، الثلاثاء، مخطط إقامة مشروع قطار هوائي معلق "تلفريك"، شرقي القدس، لدى "اللجنة الوطنية للبنى التحتية الاسرائيلية"، وسط تقديرات باستكمال المشروع في غضون عامين.
وتربط القاطرة ما بين جبل الزيتون، المطل على البلدة القديمة في القدس، وباب المغاربة، إحدى بوابات بلدة القدس القديمة، المؤدية إلى حائط البراق.
وقال مدير دائرة الخرائط بجمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي: إن مخطط مشروع "التلفريك" يعني العمل على "دمج شرقي القدس بغربيها كمدينة واحدة وعاصمة لدولة واحدة، بحيث لا يمكن فصلهما بأي حال من الأحوال".
وأكد التفكجي أنه في عام 1994 وضع الاحتلال مخططًا لمدينة القدس والشكل الذي ستكون عليه عام 2020، وهذه الأيام يجري وضع مخطط آخر لما ستكون عليه المدينة في العام 2050، ضمن مشروع (5800) الذي يتحدث عن مدينة تمتد حتى غور الأردن.
وأوضح أن المخطط السابق يشمل إقامة أكبر مطار في الشرق الأوسط في منطقة البقيعة بالقرب من مدينة أريحا، حيث من المقرر أن يستقبل 35 مليون مسافر، بالإضافة إلى 12 مليون سائح، كذلك خطوط سكك حديدية، لافتا إلى أن ما يحدث في قرية الخان الأحمر شرق القدس جزء من عملية التطهير العرقي في المنطقة.
وأضاف: "(إسرائيل) تحاصر التجمعات السكانية الفلسطينية بالمستوطنات، وتخترقها عبر البؤر الاستيطانية، وتطرد السكان ضمن مشروع تفريغ المدينة من الفلسطينيين".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على تغيير المشهد البصري للقدس، عبر مشروع القطار الهوائي، لبناء تاريخ مزيف لها في المدينة، كما تواصل العمل فوق الأرض وتحتها لتغيير معالم المدينة الإسلامية والمسيحية.
وندد التفكجي بالمشروع ووصفه بغير القانوني، ويخالف القرارات الأممية، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل لوقف الجريمة الإسرائيلية.
وقال محافظ القدس عدنان غيث، عبر الهاتف بسبب منع الاحتلال له من دخول رام الله: إن المدينة المحتلة تتعرض لهجمة غير مسبوقة، وأصبحت منطقة منكوبة بفعل الاعتداءات الاحتلالية التي ارتفعت وتيرتها عقب الإعلان الأمريكي القدس عاصمة لـ(إسرائيل).
وأوضح غيث أن مشروع "التلفريك" مشروع استيطاني ضخم، تشارك في تنفيذه الجمعيات الاستيطانية، ودلل على ذلك بقول وزير السياحة في حكومة الاحتلال ياريف ليفين: "حققنا خطوة مهمة لتغيير وجه القدس".
وذكر أن هناك جملة من المشاريع الضخمة التي تهدف إلى ممارسة التطهير العرقي وتهجير المقدسيين وإحلال المستوطنين مكانهم، وإطلاق العنان للمستوطنين للسيطرة على عقارات المقدسيين، إلى جانب محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وهو ما يجري فعليا، حيث يقوم المستوطنون باقتحام باحات الاقصى في الصباح الباكر وهذا يعني تقسيمة زمانيا.
وطالب غيث بتوفير حماية دولية للسكان والمواقع الدينية والتاريخية الفلسطينية.
من جهته، قال مدير وحدة القدس في مؤسسة الرئاسة، معتصم تيّم: إن (إسرائيل) تعمل على خلق رواية مزورة للتاريخ في القدس، عبر الحفريات أسفل البلدة القديمة، ومن خلال المشاريع الاستيطانية.
وعد تيّم مشروع القطار الهوائي، ترويجا سياحيا استيطانيا.