"هل أنت طفلٌ لديك أُمنية ويتراوح عمرك ما بين 6 إلى 12 عاماً، وتتمنى لو أن لديك المصباح السحري لتفركه ويخرج منه "المارد" ويقول لك "شوبيك لوبيك"، حلمك هذا أصبح حقيقة مع "أمنية" تمنى ما شئت فهي ستقول لك لبَّيت"... إنها جوهر فكرة الموقع الالكتروني "أمنية" الذي يعمل على تحقيق أمنيات الأطفال، ويُعد الأول من نوعه عربياً، وأشرف على تأسيسه مجموعة من خريجي وخريجات الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وعددهم 20 شخصاً.
الريادة الاجتماعية
من جانبها بينت حليمة عبد العزيز المسئولة العامة عن المبادرة أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة التي هي عبارة عن مسابقة ما بين فلسطين والسعودية، حيث إن فريق غزة شارك بهذه المبادرة، وهناك أربع مبادرات أخرى في الضفة الغربية.
وأوضحت عبد العزيز لـ"فلسطين" أن هذه المبادرة من ضمن الريادة الاجتماعية، وتم اختيار فكرة "أُمنية" بالذات انطلاقاً من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع غزة وانعكاسه على قدرة الأهالي على تحقيق متطلبات وأحلام أطفالهم البسيطة.
وأشارت إلى أن أي طفل يستطيع الاستفادة من المبادرة إذا كان عمره يتراوح ما بين 6-12 سنة وينحدر من أسرة ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
وذكر عبد العزيز أن الهدف الأساسي من "أمنية" هو رسم الابتسامة على شِفاه الأطفال، والدعوة لتنمية روح العمل التطوعي والتعاون وتفعيل دور التكنولوجيا لخدمة المجتمع.
ميدانياً وإلكترونياً
ولفتت إلى أن استقبال مشاركات الأطفال عبر إرسال مقاطع الفيديو على الموقع الإلكتروني، كما يقوم فريق المبادرة بجولة ميدانية في مناطق قطاع غزة حيث يطلب من الأطفال التعبير عن أمنياتهم عبر فيديوهات، ومن ثم تؤخذ موافقة أولياء الأمور على عرضها عبر الموقع.
وأشارت عبد العزيز إلى أن فريق "أمنية" تواصل مع ممولين من أصحاب الشركات والتجار وذلك من باب المسئولية الاجتماعية، وعرضت فيديوهات الأطفال عليهم ومنهم من تجاوب ودعم أحلام الأطفال مادياً، ومنهم من شاهدها عبر الموقع الالكتروني وصفحة "أمنية" على "فيس بوك" وأرسلوا تبرعاتهم الكترونياً.
وذكرت عبد العزيز أنه تم تحقيق أمنيات 24 طفلا ضمن المرحلة الأولى التي نفذت في مخيم الشاطئ، وهذا ضمن المسابقة، وفي حال حقق الفريق فوزاً فيها؛ سيستخدم المال في استكمال المبادرة ودعم أطفال آخرين.
وقالت إن المرحلة الثانية ستبدأ بعد نحو أسبوعين؛ لتحقق 80 أمنية طلبَ الأطفال تحقيقها.
وعن أغرب أمنية طلبها طفلٌ في المبادرة، تقول: "طفلٌ صغير طلب كتكوتا صغيرا فحققنا له أمنيته بمفاجأته بكتكوتٍ ذكر وأخرى أنثى، كما طلب بعض الأطفال أجهزة ذكية آيفون مثلا وآيباد ونسعى إلى تحقيقها لاحقاً".
وتابعت عبد العزيز: "ردة فعل الأهالي والسعادة الغامرة التي رآها الفريق على وجوه الأهالي والأطفال أيضا هي الهدف الذي سعينا إلى تحقيقه، حتى أن بعضهم أرسل عبر الموقع فيديوهات ورسائل شكر وصورهم وهم يلعبون بالألعاب التي حققناها لهم، ومنهم من كان من ذوي الاحتياجات الخاصة".
1000 أمنية
ولفتت إلى أن "أمنية" ستعمل على تحقيق أمنيات 1000 طفل على الأقل مع نهاية 2017، لذا سيتم زيادة عدد المتطوعين لـ50 متطوعا ليتوزعوا على المناطق الجغرافية في قطاع غزة.
وعن العقبات التي واجهها فريق "أمنية"، تحدثت عبد العزيز : "في البداية رفض بعض أولياء الأمور مشاركة فيديوهاتهم على الموقع، وهناك صعوبة في التسويق للمبادرة خارجياً، لأن التسويق يحتاج إلى تقنيات غير متوفرة، كما أن بعض الجهات رفضت التبرع".
ولفتت إلى أن المبادرة تتميز أيضاً بأنها تتيح امكانية المشاركة من جميع أنحاء العالم من خلال موقع المبادرة الإلكتروني سواء كأمنيات أو متبرعين، وأنها تتيح زيادة الصلة بين المتبرع والمستفيد الأمر الذي يشجعه على إعادة تجربته لما يلقاه من أثر لتبرّعه على المستفيدين.