فلسطين أون لاين

جرائم المستوطنين في الضفة الغربية.. نذير تصعيد قادم!

لم يكن الفلسطينيون بحاجة لاستشهاد الأسير المحرر حمدي النعسان من قرية المغير شمال رام الله، وقبلها قتل المواطنة الفلسطينية عايشة الرابي الأم لتسعة أبناء من بلدة سلفيت، حتى يتأكدوا أن المستوطنين القتلة هم الذراع المتقدم لدولة الاحتلال.

تشكل جريمة قتل ابن قرية المغير فرصة للحديث عن زيادة جرائم الكراهية التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، فسجل العام 2018 ارتفاعا ملحوظا في الجرائم بثلاثة أضعاف، بتسجيل 482 جريمة، فيما سجل العام 2017 وقوع 140 جريمة، وتشمل: ضرب الفلسطينيين، إلقاء الحجارة، وكتابة شعارات "تدفيع الثمن"، وإحراق سيارات ومنازل وقطع أشجار، على غرار جريمة عائلة دوابشة في قرية دوما.

شهدت الشهور الأخيرة تشكيل المزيد من المجموعات اليهودية، مما زاد من جرائم العنف ضد الفلسطينيين، بعد أن شهدت انتخابات المجالس البلدية فوز عدد من المستوطنين، ممن أبدوا تساهلا في أعمال العنف ضد الفلسطينيين.

لا يقتصر الدعم الإسرائيلي لإرهاب المستوطنين على الحماية الأمنية، بل مرتبط بالموازنات المالية التي تحصل عليها المستوطنات من الحكومة أكبر مما تحصل عليه التجمعات السكانية داخل إسرائيل، ففيما يحصل تلميذ المستوطنات على 15.900 شيكلا سنويا، فإن نظيره داخل إسرائيل يحصل على 9800 شيكل فقط، كما أن الموازنات التي تحصل عليها السلطات المحلية والبلديات داخل المستوطنات تزيد بكثير عما يعطى لنظيراتها داخل الأرياف الإسرائيلية.

وفي حين أن مدينتي "بيتار عيليت وموديعين عيليت" التابعتين للمتدينين اليهود بالضفة، حصلتا على 6.6% من المنح الحكومية، رغم أنهما لا تمثلان سوى 2.7% من الإسرائيليين، فإن سكان التجمعات الاستيطانية لديهم فجوات كبيرة لصالحهم عن نظرائهم، ويحصلون على 99.8 مليون شيكل سنويا، بنسبة 9.2% من المنح الإجمالية، رغم أنهم لا يزيدون على 6.7% من سكان المجالس المحلية الإسرائيلية عموما.

يبلغ عدد المستوطنين بالضفة الغربية 650 ألفا، ومعدل نموهم السكاني سنويا 3.5%، يتوزعون على 220 مستوطنة ونقطة استيطانية، وسط 2.8 مليون فلسطيني، كل ذلك يعني أننا أمام مشروع استيطاني فاسد ومفسد، وأنتج عقودا طويلة من العنف والعداء القاسي على الأرض الفلسطينية.

إن جريمة قتل النعسان والرابي تعبير ميداني عن حقيقة هؤلاء المستوطنين الإرهابية، وأن المشروع الاستيطاني مشغل لصناعة الإرهاب، وأن عملياته الإرهابية بدأت قبل سبعين عاما، مما جعل كل بيت أقامته إسرائيل في المناطق الفلسطينية تهديدا على الوجود الفلسطيني، أي أن الإرهاب الإسرائيلي لا يقتصر فقط على إطلاق النار، أو استخدام السلاح، بل يتمثل بوجود عائلة يهودية تسكن في البيت المقام على أرض فلسطينية، إذن نحن أمام عائلة إرهابية، وفقا لتوصيف عالم الكيمياء الإسرائيلي البروفيسور غولديبلوم.