من مجريات الأحداث الأخيرة وتعامل حركة المقاومة الإسلامية حماس مع قضية انتهاك دولة الاحتلال " إسرائيل" للتفاهمات المتفق عليها مع غزة، ومن خلال رد حركة حماس على المماطلة الإسرائيلية الاخيرة في إدخال المنحة القطرية وما قاله نائب حركة حماس صالح العاروري في اللقاء المتلفز مساء السبت يمكننا الاستدلال على الخطوط العريضة التي رسمتها الحركة للتعامل مع أطراف متعددة ذات العلاقة.
يقول السيد صالح العاروري بأن الاحتلال بعد كل تفاهمات مع الطرف الفلسطيني يحاول فرض وقائع جديدة بحيث تتآكل فيها التزاماته مع الإبقاء على التزامات الجانب الفلسطيني كما حدث في اتفاقية أوسلو وهذه معادلة نرفضها، وعليه ان يلتزم بشكل كامل او تعود المقاومة سيرتها الأولى.ولذلك رفضت حركة حماس استلام المنحة القطرية وذلك لعدة أسباب منها ربطها باشتراطات إسرائيلية ، وكذلك تأخيرها عن موعدها المحدد والمماطلة في إدخالها فالمماطلة مرفوضة سواءمن اجل الابتزاز السياسي او محاولة فرض وقائع جديدة من أي نوع كان، فالحركة لن تسمح لدولة الاحتلال بالتملص من أي التزام عليها، وكما ان التهدئة يقابلها تهدئة فالالتزام يقابله التزام او كأن شيئا لم يكن.
أما فيما يتعلق بالوسطاء فهم انواع، منهم من يلعب دور الوسيط وهو في الحقيقة يقف مع الطرف الإسرائيلي كما تفعل أمريكا في وساطتها بين المحتل ومنظمة التحرير، وهناك وسطاء يقفون الى جانب القضية الفلسطينية كما هي دولة قطر الشقيقة،ولكن اذا وجدت حركة حماس ان الطرف الإسرائيلييحاول إحراج الوسيط الجيد فإنها لن تقدم تنازلات من اجله،أي ان حماس ليست على استعداد للمحافظة على علاقات جيدة مع اطراف عربية او أجنبية على حساب مصالحنا الوطنية، وعندها تظهر حقيقة أي طرف ان كانت مصالحه مرتبطة مع القضية الفلسطينية ام مع الطرف الإسرائيلي، وهل وساطته من اجل خدمة شعبنا ام من اجل خدمة المحتل الإسرائيلي.
حركة حماس لا تتعامل مع حركة فتح او مع فصائل منظمة التحرير على أنها " طرف" خارجي، بل كجزء من مكونات الشعب الفلسطيني،والسيد العاروري في لقائه المشار اليه آنفاتحدث عن المنظمة بكل ايجابية، الا انه اشار الى انه يرفض الاقصاء، كما يرفض ان يفرض أي مكون من مكونات الشعب رؤيته أو برنامجه على الآخرين، فالنظرة الاستعلائية غير مقبولة وخاصة حين تأتي من قبل فئة لا تشكل الغالبية في الشارع الفلسطيني، كما انه اكد ان حماس لا تسعى الى فرض ارادتها لا بانتخابات ولا بأي وسيلة اخرى على باقي الفصائل الفلسطينية، وليس هناك مجال الا للتوافق والوحدة الوطنية، ومثل هذا الكلام يجب ان يطمئن فصائل منظمة التحرير وان يدعوها الى تطوير موقفها خدمة للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام.