فلسطين أون لاين

​ويندوز لكل الحارة (2 – 2)


تناولنا الحديث في المقال السابق عن مراحل تطور نظام التشغيل ويندوز Windows، وما الحاجة التي دعت إلى تطوير هذه الأنظمة التشغيلية، مع التقدم التقني الحاصل في جانب المكونات المادية Hardware، وأكدنا ضرورة تثبيت نُسخة أصلية من نظام التشغيل، لأسباب عدة، سنناقشها تاليًا بحول الله (تعالى).

قبل عدة أعوام، في أثناء تحضيري للرسالة الخاصة بدرجة الماجستير، توصلت إلى أن جمهور علماء المعلوماتية قد اتفق على أن أمن المعلومات له مرتكزات ثلاثة، هي: العنصر البشري People، والأنظمة المعلوماتية والبرمجية Software، والأجهزة والمكونات المادية Hardware، وهناك من أضاف مرتكزًا رابعًا، ألا وهو السياسات الأمنية للمعلومات Policies. ذلك يؤكد ضرورة توفير إجراءات الحماية لأنظمة التشغيل، مثل تثبيت بعض برامج الحماية المضادة للبرامج الضارة Antivirus، وتثبيت برامج الجدران النارية Firewall، ومن قبل ذلك كله إجراء التحديث الدوري لمكونات نظام التشغيل باتصاله بشبكة الإنترنت، الذي بدوره سيعالج أي أخطاء برمجية Bugs يُمكن أن تظهر في أثناء استخدام تلك الأنظمة، ويسد أي ثغرات يُمكن أن يستغلها المخترقون Crackers لسرقة المعلومات الموجودة في الأجهزة، وذلك كله لا يُمكن أن يتحقق إلا باستخدام نُسخة أصلية Genuine من نظام التشغيل.

كثير من مستخدمي الحاسوب يلجؤون إلى أقرب مركز صيانة ودعم فني في منطقة سُكناهم، وهذا المركز غالبًا لا يمتلك أنظمة تشغيل أصلية، وبدوره سيثبت نسخة نظام تشغيل واحدة (مُقرصنة) لجميع الأجهزة، مع استخدام أحد برامج كسر الحماية Crack حتى يجعل تاريخ صلاحية نظام التشغيل دون انتهاء، إضافة إلى إمكانية إجراء تحديث دوري لنظام التشغيل دون أي مشاكل تُذكر، وهنا المصيبة والطامَّة الكُبرى، لأن عملية كسر الحماية تلك سينتج عنها فتح ثغرات كثيرة في نظام التشغيل (لن يشعُر مستخدم الحاسوب بها)، سيستغلها المخترقون -دون أدنى شك- في انتهاك سرية وخصوصية البيانات والمعلومات الموجودة في تلك الأجهزة وسرقتها، فضلًا عن إمكانية تشغيل كاميرا الجهاز المُستخدم، وتحديد مكان وجود الجهاز، إلى جانب تهديدات أخرى، وهو ما يرفضه أي مُستخدم جُملة وتفصيلًا.

لما سبق؛ كان من الواجب على كل مُستخدم امتلاك نُسخة نظام تشغيل أصلية خاصة بجهازه، وثمنها لن يزيد على مائة دولار أمريكي بأي حال من الأحوال، وهي من وُجهة نظري مبلغ بسيط مقابل الحفاظ على معلوماتنا المُختلفة، سواء أكانت شخصية أم كانت خاصة بأعمالنا المُختلفة، مع اتصالنا بشبكة الإنترنت؛ فالحذر الحذر من (ويندوز) لكل الحارة.