قال نتنياهو خلال جولة له في إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية: "إذا فكر أحد في قطاع غزة رفع رأسه، فإن الرد سيكون قاتلا ومؤلما جدا و"إسرائيل" مستعدة لكل السيناريوهات".
"إسرائيل" ليست مستعدة لكل السيناريوهات بعكس ما قاله رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، أما تهديداته والانتهاكات الأخيرة التي ارتكبها على حدود غزة أو الجرائم ضد أسرانا البواسل فما هي إلا محاولة للتخفيف من غضب الشارع الإسرائيلي ضده، بعد أن أجبر على الموافقة على تفاهمات مع غزة بوساطة مصرية. خصومه السياسيون يعايرونه بانه خضع لشروط حركة حماس واجبر على تمرير الاموال القطرية الى غزة. حركة المقاومة الإسلامية حماس قالت بأنها ستلزم دولة الاحتلال إسرائيل بتطبيق التفاهمات طوعا أو كرها، هذا الكلام لا يصدر عن شخص خائف مطأطئ الراس بل يصدر عن قيادة رأسها مرفوع ولا يخيفها نتنياهو ولا جيش الاحتلال، هؤلاء غزة تخيفهم ولا يخيفونها.
من يراهن على بنيامين نتنياهو وعلى اخضاع غزة سيخسر، وطوعا او كرها سيتم اجبار دولة الاحتلال على تنفيذ تفاهمات التهدئة، انا لا اقول إن المقاومة في قطاع غزة اقوى من جيش الاحتلال، وانها قادرة على مسح " إسرائيل" من الوجود، بل اقول إن قطاع غزة يدافع عن نفسه وعن القضية الفلسطينية، ولديه مقاومة مخلصة وقادرة على الدفاع عن نفسها، وفي ذات الوقت لم تعط أي مبرر للمحتل الإسرائيلي لاستخدام القوة ضد سكان القطاع، دولة الاحتلال لا تستطيع ابادة الفلسطينيين، ولا يمكنها اجتثاث المقاومة، ولا يوجد لديها أي مبرر لخوض المزيد من الحروب الخاسرة امام المجتمع الدولي بالرغم من نفاقه، لذلك نقول: إن دولة الاحتلال تقف عاجزة امام معادلة غزة المعقدة، وليس لديها خيار سوى رفع الحصار وترك اهل غزة يعيشون حياتهم كباقي البشر وكذلك الامر بالنسبة للضفة الغربية ولكنالوضع هناك يعتمد على اداء السلطة الفلسطينية، فإما أن تجبر دولة الاحتلال عن التراجع عن سياساتها الاجرامية في الضفة الغربية او ان تبقى على نفس النهج إلى أن يتولى الشعب الفلسطيني مسؤولية الدفاع عن نفسه ضد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين.