فلسطين أون لاين

بفعل تناوب الاحتلال والسلطة على اعتقالهم السياسي

صورة مع أبنائه الستة "حلم" المواطن زيود منذ 14 سنة

...
جنين-غزة/ عبد الرحمن الطهراوي:

يشعر الخمسيني شعبان زيود كأنما يحل عليه الموت ألف مرة مع كل دقيقة تمر دون أن يحتضن أبناءه الستة في صورة تذكارية واحدة، إذ أصبح ذلك حلمًا له بعد تناوب الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية على اعتقال فلذات كبده.

ولم يغادر أبناء زيود (من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة) سجون الاحتلال أو السلطة منذ سنة 2005م، ولكن أول فصول المعاناة كتب قبل ذلك بثلاث سنوات عندما بدأت قوات الاحتلال تلاحق وتطارد الابن الأكبر علاء، بدعوى المشاركة في أعمال للمقاومة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.

ويقول زيود في حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "منذ عدة سنوات حلمي الوحيد أن أجتمع مع علاء ومهنا وجعفر وهاني ومحمد وبهاء في صورة واحدة وإطار واحد، أخشى أن أقضي عمري قبل أن يتحقق حلمي ذلك على بساطته، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتحت غيمة من الأسى يعود الرجل الخمسيني بذاكرته إلى سنة 2002م، عندما اقتحمت قوة خاصة من الاحتلال منزله بقرية السيلة الحارثية، غرب مدينة جنين، بحثًا عن نجله علاء، وعندما فشلت مهمتها صاح الضابط في وجه زيود مخبرًا إياه أن نجله "مطلوب حيًّا أو ميتًا" لجيش الاحتلال.

وفي خضم سنوات مطاردة الابن الأكبر تمكن الاحتلال من اعتقال الابن الثاني في العائلة -ويدعى "مهنا"- وتحديدًا في منتصف نيسان (أبريل) 2005م، بدعوى الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي والعضوية في صفوفها، والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال، قبل أن يحكم عليه بالسجن 25 سنة.

وبعد تمكن الاحتلال من اعتقال أول أبناء المواطن شعبان اعتقل نجله الثالث "بهاء"، ولكن أفرج عنه قبل نحو ثلاث سنوات بعدما قضى ضعفي هذه المدة في سجون الاحتلال على أوقات متقطعة، وداخل "الأسر الإداري" دون أي تهمة.

وعلى ذلك يعلق زيود: "كنت أتوقع أن مسلسل الانتهاكات بحقنا سيتوقف عند الاحتلال، فلم أكن أعلم أن أجهزة السلطة سيكون لها دور فاعل أيضًا عندما اعتقل جهاز الأمن الوقائي علاء سنة 2010م برفقة الفدائي المطارد باجس حمدية، إذ اعتقلا بعد ساعات على نجاتهما من محاولة اغتيال من قوات الاحتلال في بلدة اليامون شمال جنين".

ويضيف زيود: "واصل الاحتلال وأجهزة السلطة انتهاكاتهم بحق عائلتي، فاعتقل الاحتلال سنة 2017م ابني محمد، واعتقلت السلطة في الأشهر القليلة الماضية ابنَيّ هاني وجعفر لأسباب سياسية بحتة، فنقلتهما إلى سجن أريحا، حيث مارست عليهما صنوفًا من العذاب، قبل أن تفرج عنهما بعد نحو ثلاثة أشهر من الاعتقال".

ويصف زيود معاناته بالقول: "صراحة أخجل أن أقول أن أجهزة السلطة تعمل صراحة لمصلحة الاحتلال، بل تمارس أساليبه ذاتها في أثناء عمليات الاقتحام والتفتيش الهجمي لمنازل العائلة، فتروع الصغار والنساء وتنشر الخراب، ولكن هذه الحقيقة التي يجب أن تتوقف في أقرب وقت، يكفي؛ فالبوصلة يجب أن توجه ضد الاحتلال فقط".