صحيح أن القوامة للرجال دومًا، وما يترتب عليها من سلوكيات وتفاصيل حياتية يومية، ولست في مقام النقاش للإقرار أو الرفض، لكن عليك اليوم أن تسمع مني كلمات؛ فكثيرًا ما كنت أنت الآمر الناهي، قد تكون كلماتي مجروحة ومملوءة بالآهات؛ فقد أتعبتنا الأيام والسنوات؛ فكن لي عونًا وداعمًا؛ فلسنا في صدد العتاب والمكاشفات، همنا واحد، وألمنا مشترك.
يا آدم، أنا أمك، وأختك، وابنتك، أنا حبيبتك وزوجك وأم أطفالك، يا آدم أنا شربة مائك ولقمة عيشك وفاكهة حياتك، يا آدم أنا تفاصيل الماضي وشريكة الواقع وحلم المستقبل.
يا آدم، لقد وضعنا كثيرًا في دائرة صراع وألم، وفي زاوية نزاع وجدل، وكأن كلًّا منا سبب آلام الآخر وتأخره.
لنظلم من جديد، بل يظلم كل منا الآخر، الرجل بجبروته وقسوته، والمرأة بجهلها وقصور عقلها، هكذا وصفونا، وشربنا الطعم كلانا، مع أن خشونتك خلقت لحمايتي والزود عني، ونعومتي وعاطفتي خلقتا لتغمراك وتزيلا عنك آلام العيش وضنك الأيام.
فخلقنا مختلفين لنكون معًا متكاملين، شريكين وصولًا إلى جنة الرحمن معًا، فأنا في انتظار عودتك تمامًا كما تعودت من يوم ولدت، إلى أن نرحل معًا لنلتقي هناك في كنف الرحمن من جديد.