فلسطين أون لاين

ويندوز لكل الحارة (1 – 2)


عام 1989م -أي قبل ثلاثين عامًا من الآن- كان شاهدًا على أول لقاء لي بذلك الجهاز السحري، الذي كان يمتلكه والدي آنذاك، وقد كان مُغرمًا بالتقنيات الحديثة حينها ولا يزال، كان يتكون ذلك الجهاز السحري من شاشة عرض ذات لون واحد، مع لوحة مفاتيح كبيرة وضخمة باللغة الإنجليزية فقط، ولم يكن يحتوي على أي محرك أقراص لتشغيل نظام التشغيل، أو لتخزين البيانات والمعلومات عليه، إنما كان يحتوي على مدخلين يتسعان للأقراص المرنة ذات الحجم 5.25 إنش (لاشك أن جيل (فيس بوك) اليوم لم يكن وقتها على قيد الحياة)، كان يُستخدم أحدهما لتحميل نظام التشغيل، وكان معروفًا باسم (أم أس دوسMS-DOS: Microsoft Disk operating system)، والقرص الآخر كان يُستخدم لتخزين البيانات عليه.

في ذلك الوقت كانت استخدامات الحاسب الآلي الشخصي استخدامات بسيطة، كتشغيل بعض البرامج الخفيفة، مثل برامج المحاسبة -إن لم تخني ذاكرتي- أو تشغيل بعض الألعاب المُسلية، مثل ألعاب التفكير وألعاب قيادة السيارات، آنذاك لم تكن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) معروفة لنا، ولم يكن لهذه الأجهزة أي اتصال بأي شبكة خارجية، بمعنى أن التهديدات التي يُمكن أن تواجه تلك الأجهزة كانت بسيطة وليست خطيرة، لذا لم يكن هناك داعٍ لاتخاذ أي إجراءات أمان مختلفة ومعقدة، كما هو حالها اليوم بوجود العالم الافتراضي.

مع التطور الحاصل في مجال المكونات المادية Hardware كان لابد من التقدم في مجال البرمجيات Software لتتواءم مع الاحتياجات المختلفة لمستخدمي تلك الأجهزة، فبدأ العمل باستخدام نظام التشغيل ويندوز 1.0، مرورًا بويندوز 95، وويندوز 2000، وصولًا إلى ويندوز 10، وهو أحدث النسخ المتوافرة اليوم من شركة مايكروسوفت Microsoft على شبكة الإنترنت والأسواق (لاشك أنه تخلل تلك الإصدارات إصدارات كثيرة ومتعددة لا مجال لذكرها في هذا المقام)، وقد كان كل نظام جديد يأتي بإمكانات وخدمات أكثر تعقيدًا من سابقاته، الأمر الذي استدعى ضرورة توفير الحماية عليه، أحد الإجراءات المهمة للحفاظ على البيانات التي يعمل عليها، مع اتصالها بالشبكات المختلفة، خصوصًا شبكة الإنترنت.

أحد أهم الإجراءات الأولية التي يجب على كل مُستخدم حاسوب شخصي أخذها في الحسبان هو تثبيت نُسخة أصلية من نظام التشغيل على جهازه الشخصي، باشترائها عبر شبكة الإنترنت أو من طريق أحد وكلاء شركة مايكروسوفت Microsoft في المنطقة، وذلك للعديد من الأسباب، التي سنناقشها في مقالنا التالي بحول الله (تعالى).