فلسطين أون لاين

​شوكولاتة روح

إن كانت الأحلام لا تتحقق دون طموحات، فالطموحات لا تتحقق دون شغف؛ الشغف هو الذي يرشدك إلى اجتياز الخطوة الأولى في بداية الطريق، وهو الذي يمنحك القدرة على الاستمرار حينما تشعر بالتعب في منتصفه، وهو أيضًا الذي سيمكنك من العبور في النهاية.

الشغف يحلي مرارة الحياة، تمامًا كقطعة شوكولاتة بجانب فنجان قهوة مر، أو كأنه رشقة فرشاة ألوان على لوحة بيضاء، وبحسب علماء اللغة فإن الشغف هو شيء يغلف القلب كأنه غشاء، ويستحوذ على كامل الفكر.

إن كنت تملك شغفًا تجاه طموحاتك فحتمًا ستحققها، لأنك بذلك وصلت إلى أقصى درجات الطموح، حتى امرأة العزيز حينما راودت يوسف عليه السلام، قالت نسوةٌ في المدينة "قد شغفها حبًا"؛ أي أن الحب غطى على قلبها، ووصلت إلى أقصى درجات العشق، ولم ترى وقتها سوى يوسف عليه السلام، وفي مقابل شغف امرأة العزيز السلبي والمحرم شرعًا هناك الشغف الإيجابي تجاه ما تطمح إليه في تسلق القمة والوصول إلى ما تريد.

معرفة شغفك في أحد المجالات لا يعني أبدًا الوصول للهدف المنشود، ولكن الشغف هو المثابرة والاستمرار حتى تتمكن من الوصول لهدفك، هو التخطيط والتنظيم لرحلة ملأى بالمغامرات؛ الطموح خريطة صماء والشغف يعينك على تحديد المعالم.

ولكن!!.. ماذا لو مات الشغف بداخلك، وهل يموت الشغف؟ برأيي: نعم، يموت في لحظة ما؛ فحينما يموت الشغف بداخلك يموت معه كل شيء، ستشعر كأن إعاقة روحية قد لحقت بك، أو كأنك طائر كُسر أحد جناحيه فلم يَعُد يَقوى على الطيران، وكل ما يستطع فعله وقتها هو التخبط في مكانه.

يموت الشغف حينما تحترق روحك من وجعٍ ملهب، ستكون مخدّر الشعور، ولن تستطيع فعل شيء، وإن اضطررت إلى ذلك مجبرًا ستجد عملك بلا معنى، ولن تتذوق طعم إنجازه، ستشعر أنك فارغ خاو من كل شيء، وممتلأ باللاشيء، كل أحلامك وطموحاتك ستضيع منك، وستفقد روحك ألوان الحياة، كل شيء سيغدو رماديًا؛ وما الذي يخلفه الاحتراق سوى الرماد، ولكن ماذا لو كان كرماد العنقاء التي تعود للحياة من بين رمادها؟

"الخيال الممزوج بالحيوية يتحول إلى حقيقة واقعية"، والطموح الممزوج بالشغف يصل بك إلى مرفأ أهدافك، الشغف هو أن تحب، بل أن تعشق عملك؛ أحب ما تعمل لأنك بذلك لن تشعر بمشقة العمل ولكن ستشعر بمتعة الحب؛ باختصار ستكون ساعات العمل هي ساعات الحب لديك.