المرحلة الثانية من المشروع السياسي لتقسيم الأقصى مكانياً على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي، بدأت منذ تموز من العام الماضي في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل ومن ثم تصاعدت الاقتحامات للأقصى في فترة الأعياد اليهودية (رأس السنة وأعياد العرش والغفران والأنوار اليهودية) ليبلغ عدد الذين اقتحموا الأقصى من المتطرفين الصهاينة في العام الماضي حوالي 30 ألف متطرف وبمشاركة من أعضاء كنيست ووزراء صهاينة يتقدمهم يهودا غليك وأوري اريئيل وشولي معلم وغيرهم... وكذلك شهدنا تصعيداً في الحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى وخاصة جهة القصور الأموية، ونتج عن حفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى سقوط حجر من السور الغربي للمسجد ...كما أن الاقتحامات بالزي التلمودي والتوراتي وأداء الطقوس والشعائر التلمودية في ساحات الأقصى تكثفت، وقام أحد عناصر شرطه الاحتلال بإدخال زجاجة خمر إلى ساحة الأقصى في تحد صارخ لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم ..؟؟ وعدم احترام قدسية المكان ...المهم الصراع على هوية القسم الشرقي من المسجد الأقصى الممتد من صحن الأقصى إلى باب الرحمة فمدخل التسوية الشرقية، المصلى المرواني ظل يتصاعد، حيث سعت الجمعيات التلمودية والتوراتية إلى السيطرة على باب الرحمة ومقبرة باب الرحمة والتي تحول جزء منها إلى حدائق توراتية ومسارات تلمودية ..تحت ذريعة أن باب الرحمة هو باب الهيكل القديم الجديد.. مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية وفي الصراع على أصوات الناخبين المتدينين وجدنا نتنياهو يعيد تقسيم ساحة حائط البراق، من أجل تخصيص مكان لليهوديات اللواتي يرفضن الاختلاط بالصلاة ويلتزمن بالشريعة اليهودية وبين اليهوديات اللواتي لا يرفضن الاختلاط...وكذلك جرى المصادقة على المقترح المقدم من حزب البيت اليهودي بتخفيض صوت الأذان في المساجد في القدس ...والاحتلال يشعر بأن الظروف مواتية له لتنفيذ مخططاته ومشاريعه في الأقصى والقدس، حيث حالة الانقسام والصراع الداخلي بين طرفي الانقسام الفلسطيني، وانهيار الحالة العربية وجنوحها نحو "تسونامي التطبيع" مع المحتل على حساب الحقوق الفلسطينية والدعم الأمريكي اللامحدود لدولة الاحتلال عبر المشاركة في العدوان المباشر على شعبنا، كلها عوامل ستمكنه من تحقيق أهدافه ومخططاته...ولكن هذا المحتل لم يستوعب الدرس من معركة البوابات الإلكترونية في تموز 2017 بأن الأقصى والمقدسات إسلامية ومسيحية خط أحمر، العبث فيها يخرج المارد الفلسطيني من قمقمه...والحلقة المقدسية الموحدة ستهزم مشاريعه ومخططاته في الأقصى وغير الأقصى.