فلسطين أون لاين

تقييم إسرائيلي لتحقيقات القسام حول القوة الخاصة

رغم الرقابة الأمنية الصارمة التي فرضتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على وسائل الإعلام وشبكات التواصل، لعدم ترويج المعلومات التي أعلنتها كتائب القسام حول نتائج التحقيق بتسلل القوة الإسرائيلية الخاصة إلى خانيونس في نوفمبر، لكن جهات الاختصاص الإسرائيلية ودوائر صنع القرار فيها، تابعت المؤتمر الصحفي المذكور، مرة وأخرى وثالثة، لمعرفة ما الذي عرفته الكتائب، ولم تشأ أن تعرفه إسرائيل.. هنا سر المهنة!

لا يحتاج أحدنا كثيرًا من الجهد حين يستخلص لنتيجة مفادها أن المعلومات "الشحيحة" التي أصدرتها المقاومة في غزة حول تحقيقاتها بشأن القوة الإسرائيلية الخاصة، أفسدت حفلات الوداع التي بدأ بإجرائها الجنرال غادي آيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي ينهي مهامه في الساعات القادمة، لأنه صاحب فرضية أن غزة تمثل تحديًا أمنيًّا ثانويًّا، مقابل ما تمثله بقية الجبهات المعادية الأخرى، مثل إيران وسوريا ولبنان.

نتائج المؤتمر الصحفي للقسام تعيد طرح السؤال على الإسرائيليين: إذا كانت غزة، ذات التهديد الثانوي، شكلت للجيش والمخابرات هذه الورطة المحرجة والمخيبة للآمال، إذًا بأي منطق يمكن تسويغ تصنيفها بأنها الأقل خطورة من بين الجبهات الأخرى؟

تحدث إسرائيليون قليلون في الساعات الماضية عما حمله المؤتمر الصحفي للقسام من دلالات عسكرية وأمنية، لعل أهمها أنه طمس قليلًا ما يعتبره الجيش الإسرائيلي نجاحًا في الساحة الشمالية الخاص بكشف أنفاق حزب الله من جهة، ومهاجمة قوافل الأسلحة القادمة من إيران إلى لبنان عبر سوريا من جهة أخرى.

أكثر من ذلك، يمكن الافتراض أن الضرر الأمني الناجم عن فشل العملية بغزة، ليست نهاية القصة، ويبدو أن لدى حماس معلومات أخرى لبعضها قدرة كامنة لإلحاق ضرر أمني كبير على إسرائيل، مع أن التحقيق الإسرائيلي في الحدث يوجد الآن في ذروته، وبعد أن عرض مرات على الجنرالين آيزنكوت رئيس الأركان المنتهية ولايته، وكوخافي الذي يستعد لدخول مقر قيادة الجيش، فإنه قد يعرض عليهما مرة أخرى قبل لحظات معدودة من مغادرة الأول لمنصبه.

إن الخلاصات التي سيقوم بها كوخافي من إخفاق القوة الإسرائيلية الخاصة تتطلب غير قليل من السطور، فالمقابلات التلفزيونية التي منحها آيزنكوت بساعاته الأخيرة أعلن فيها أنه لم يقع في العملية خلل، بل سلسلة أخطاء، والمعلومات التي تراكمت تظهر صورة مختلفة، تطرح أسئلة قاسية حول العملية مرتبطة بفشلها.

أخيرًا.. يمكن القول أن التحقيق بفشل العملية سيؤدي لاستنتاجات مهنية وشخصية، في ظل وجود ما يمكن وصفه "دم فاسد داخل الوحدة، يستوجب الإخراج السريع"، يتطلب أهمية استخلاص الدروس والعبر من هذا الإخفاق!