كانت البداية، بعد مضي النصف الأول من عام 1997م، اجتزت الثانوية العامة بمعدل أهلني للالتحاق بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة تخصص اتصالات وتحكم، حينها لم تكن تتوافر من وسائل الاتصالات والتقنية (التكنولوجيا) الحديثة سوى خطوط الهواتف الأرضية، وخدمات الاتصالات الخلوية التي كانت تقدمها بعض الشركات الإسرائيلية، وبمرور الوقت، بعد دخول النصف الثاني من عام 1998م بدأت الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) إلقاء شباكها في قطاع غزة، وبدأ مزودو خدمة الإنترنت تقديم هذه الخدمة، وكانت خدمة جديدة عجيبة تمامًا مثل عفريت مصباح علاء الدين، فقد نقلتنا هذه الشبكة إلى عالم جديد مليء بالمفاجآت والأسرار، وفي الوقت نفسه بدأنا نتوجس خيفة من هذا العالم المجهول على بساطته في ذلك الحين لنا.
في تلك المدة -وتحديدًا بتاريخ 30/12/1998م- أنشأت أول بريد إلكتروني شخصي ضمن موقع الهوتميل (Hotmail)، الذي كنت أعتمد عليه –وما زلت حتى هذه اللحظة- في جميع مراسلاتي الإلكترونية المختلفة، فكانت هذه الخدمة حديثة العهد، فقد أطلقت بتاريخ 04/07/1996م، ومن بعدها بمدة وجيزة أطلقت شركة "جوجل" أشهر وأفخم محرك بحث على الإنترنت بما يقدمه من خدمات متنوعة بتاريخ 04/09/1998م، وقد كان أغلب استخدامنا لشبكة الإنترنت في ذلك الوقت للوصول إلى مصادر المعلومات التي تُساعدنا على إعداد الأبحاث والمشاريع الجامعية المطلوبة منا متطلبات دراسية، إلى جانب التواصل مع الأصدقاء في العالم بوساطة برامج المحادثة البدائية آنذاك Freetel وICQ، التي زادت من رقعة الاتصال بالآخرين.
في عام 1999م بدأت شركة الاتصالات الفلسطينية (جوال) تقديم خدماتها للمواطن الفلسطيني في فلسطين، إذ ساعد ذلك على انتشار الأجهزة الذكية المختلفة (Mobile – IPad – Tablet) في السوق الفلسطينية خلال الأعوام العشرة الماضية، ومعظم المشتركين في شركات الاتصالات الخلوية اليوم –وأنا أحدهم- يحملون جهازًا من الأجهزة السابقة للاستمتاع باستخدام التقنيات الحديثة، بعد انتشار منصات التواصل الاجتماعي (Social Media) والتطبيقات البرمجية المختلفة (Applications)، فقد أصبحنا نعتمد على جهاز الجوال المحمول اعتمادًا شبه كلي في اتصالاتنا ومراسلاتنا الإلكترونية ومتابعة حساباتنا الاجتماعية المختلفة، الأمر الذي جعل حياتنا مرتبطة ارتباطًا كبيرًا بذلك العالم الافتراضي، إذ أصبحت مصدر تهديد بانتهاك خصوصياتنا وسرقة معلوماتنا، مع وجودنا تحت احتلال غاصب يُحاصرنا ويغزونا إلكترونيًّا.
لما سبق كان من الواجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة لوقاية أنفسنا من تلك المخاطر المُحدقة بنا؛ فكان هذا المقال المتجدد الذي سيحمل توجيهًا وتحذيرًا وإرشادًا للاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة المختلفة، حتى لا نقع فريسة سهلة لعدونا، في وقت لا نعلم ماذا تُخبئ لنا من مخاطر جديدة غير التي نعرف، والله نسأل التوفيق والسداد والقبول، وما خفي كان أعظم.