قبل 16 عامًاوتحديدا عام 2002 ؛ قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في خطاب شهير :اليوم المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب ليست له سلطة، وتتركز السلطة في أيدي نفر قليل لا يمكن محاسبتهم، ولا يمكن لدولة فلسطينية أن تخدم مواطنيها، إلا بدستور جديد يفصل بين السلطات. وينبغي أن تكون للبرلمان الفلسطيني السلطة الكاملة لمجلس تشريعي، ويحتاج المسئولون المحليون ووزراء الحكومة إلى سلطة خاصة بهم وإلى استقلال؛ ليحكموا بكفاءة.
الشروط التي وردت في خطاب الرئيس الامريكي هي بعض المعايير التي تستند اليها امريكا والدول الاوروبية في تطبيق اتفاقية اوسلو لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة الاحتلال " إسرائيل" التي اسقطت حل الدولتين وعدته من مخلفات الماضي فلم يعد يهمها إن كان هناك مجلس تشريعي فلسطيني أو لم يكن، أما الدول الاوروبية فكل منها ستتعامل مع الفلسطينيين بالشكل الذي تراه مناسبا، فاتفاقية اوسلو لم تعد قائمة والتشريعي الذي يعد العمود الفقري للسلطة الفلسطينية معطل وهو بحكم المحلول من وجهة نظر منظمة التحرير الفلسطينية أو على الاقل من قبل مجلسها المركزي ولجنتها التنفيذية رغم عدم وجود إجماع على صواب حله او حتى تعطيله داخل مؤسسات منظمة التحرير.
السلطة الفلسطينية _حسب بنود اوسلو _لم تعد قائمة، وما نراه الآن إنما هو سلطة من نوع آخر تمارسها الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة كل على حدة؛ فتح تحكم الضفة الغربية وحماس تحكم غزة، وهذه أجواء مناسبة للمحتل الاسرائيلي للتهرب من استحقاقات اتفاقية اوسلو والتمادي في عملية الاستيطان والتخريب وفرض الأمر الواقع في الضفة الغربية بحجة عدم وجود شريك يمثل الفلسطينيين في الضفة وغزة وبحجة انهيار مؤسسات السلطة بأيد فلسطينية، هذه أجواء مريحة جدا لنتنياهو للاستمرار في تغيير واقع الضفة وهي مريحة جدا للرئيس الأمريكي ترامب حتى لا يضطر للضغط على دولة الاحتلال إسرائيل.
نحن ضد اتفاقية اوسلو وطالما لا يأبه المجتمع الدولي بتطبيقها او تعطيل المجلس التشريعي الذي هو أساسها، فنحن غير ملزمين بإعادة إحياء اوسلو بل علينا بناء سلطة جديدة أو كيان سياسي بمواصفات فلسطينية بغض النظر عن مسماه إن كان سلطة او دولة تحت الاحتلال او أي مسمى آخر، وذلك لا يكون الا بانتخابات فلسطينية عامة أو بتوافقات فلسطينية داخلية إن كان هناك من يخشى صناديق الاقتراع، والاهم من كل ذلك التوقف عن ذكر اوسلو ومتطلباتها المذلة للشعب الفلسطيني، لا بد من القيام بهذه الخطوة المهمة من اجل التوحد للدفاع عن القضية الفلسطينية ومصالح شعبنا والخروج من رحلة الضياع التي نعيشها.