فلسطين أون لاين

إطلاق النكات على التغيرات الجوية منهي عنه

...
الاستهزاء بالأحوال الجوية
غزة- مريم الشوبكي :

من باب المزاح تطلق النكات عبر منصات التواصل الاجتماعي على الأحوال الجوية من حر الصيف، ومنخفضات الشتاء، والزلازل، والأمطار، مثل: "خفي علينا"، و"ادخلي برجلك اليمين"، و"الشمس تعمل بروفة للحر القادم".

رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح عدنان حسان بين أن الله (سبحانه وتعالى) خلق الإنسان لعبادته، وتكفل الله بكل ما يخدمه في حياته ليستطيع أن يعبده، وأنه (تجلى في علاه) جعل نزول المطر بيده يصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء.

رزق لناس

وذكر حسان لـ"فلسطين" أن هناك غيبيات لا يعلمها إلا (سبحانه وتعالى)، منها نزول المطر، والرزق بالبنين والبنات، قال (تعالى): "يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ".

وأشار إلى أنه يتعين على المرء معرفة توقعات أهل الخبرة في البيئة والصحة حتى لا يكون ضرر على الإنسان، قال (تعالى): "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"، في سورة الأعراف قال (تعالى): "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

ولفت رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح إلى أن الإنسان يجب أن يعلم أن نزول الأمطار هو بيد الله (تبارك وتعالى)، وهو رزق يسوقه الله لناس، لذلك الإنسان يجب أن يكون عنده يقين بأن الأمطار هي قدر من الله، وفضل منه.

التفكر

وأشار إلى أن الله يقدر الأمور والمواقف، ويقلب الليل والنهار، وهذا أدى إلى تقلب الفصول، والأرصاد الجوية أصبحت اليوم علمًا مستقلًّا يحتاج إلى خبراء يدرسون الطقس، وهذه التوقعات دراسة لظاهرة شاء الله أن يجعلها للعباد.

وذكر حسان أن الله (تعالى) حدثنا عن آلية تكون السحب وكيفيته في قوله: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ".

وأشار إلى أنه (سبحانه وتعالى) دعا الإنسان أن يتفكر في خلقه (عز وجل)، قال (تعالى): " وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" مضيفًا: "شاء الله أن يعلم الإنسان ما لم يعلم، والدراسات لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية في شيء؛ فإن أصابت فقد وافقت قدر الله، وإن حدث اختلاف فليس معناه أنه تنجيم".

وعن حكم الاستهزاء بالأحوال الجوية قال حسان: "إن الاستهزاء بعمومه من جانب الشريعة منهي عنه، فضلًا عن أنه لا يحق للمسلم الاستهزاء بأي أمر خاص بأوامر الدين والشريعة مطلقًا".

وأضاف: "وهو عيب ونقص في الإنسان أن يستهزئ بالآخرين في فعل، أو أي أمر في أمور الشريعة منهي عنه، قال (تعالى): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}".

وأكد حسان أن الشريعة لا تمنع الاجتهاد بدراسة أحوال الجو وتوقعاته وأحواله؛ فهي لا تدخل في التنبؤ بالغيب.

زفرات جهنم

وذكر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ".

ولفت إلى أن إطلاق التسميات على المنخفضات ليس فيه حرج، بل مجرد أسماء تطلقها دائرة الأرصاد الجوية، ولا شيء فيها ما لم يكن فيها دلالة تعبدية، وإلا أصبح ذلك شركًا.

وأكد حسان أن إطلاق النكات على الأحوال الجوية لا يوجد به مخالفة شرعية، وهي بحد ذاتها غير محرمة لفظًا، ولكن من باب الاستهزاء لا تجوز ومنهي عنها، وفي حال تعارض –وفق قوله- العلم والشريعة يصبح علمًا محرمًا، إذا ادعى علماء الأرصاد أنهم يعلمون الغيب.