قال النائب في المجلس التشريعي، حسن يوسف، إنّ إجراءات السلطة تجاه غزة محاولة واضحة لشيطنة الأخيرة والتحريض عليها، عوضًا عن تأليب الرأي العام الداخلي والخارجي ودول الإقليم والخارج.
وأكد يوسف لصحيفة "فلسطين" اليوم الثلاثاء، أنّ هذه الإجراءات المتواترة بصورة أو أخرى ضد غزة تعطي مبررًا مباشرًا لسلطات دولة الاحتلال بإمكانية قيامه بأي فعل، والاستمرار في سياسة سفك دماء الغزيين والإبقاء على جذوة الحصار المفروض.
وشدد على أنّ نعت غزة ووصفها بأنها خارجة عن الصف والشرعية والمنفلتة من عقال الوطن خطوة واضحة للفصل السياسي بين الضفة والقطاع، و"وصفة" جيدة لتنفيذ صفقة القرن الأمريكية.
وأضاف: "القاصي والداني يعرف من الذي يريد أن يشق الوطن ويقزم الأرض الفلسطينية، ويحدث الفصل السياسي، ويتجه لتمرير عملية تسوية بين مضامينها الأساسية وإطارها الواسع فيما يتعلق بتنفيذ صفقة القرن، وإمكانية تنفيذ انتخابات في الضفة وحدها دون الوطن".
ورأى يوسف أنّ الصورة القاتمة التي يحاول البعض وضع غزة في بوتقتها، تستهدف مباشرة مشروع المقاومة، مشددًا على أنّ ذلك لن يحدث، سيمّا بما في غزة من معطيات أهمها وحدة صف الفصائل، ومنطقها الموحد، وقربها في المواقف في أكثر من أي مرحلة مضت سابقا.
وأعرب عن أسفه لتسخير ألسنتهم وأقلامهم ومواقفهم ضد غزة، في وقت لا يُرى أو يُسمع لهم أي صوت، أو حراك أمام قضايا الاعتداءات والاعتقالات والاستدعاءات السياسية التي تُجرى من السلطة في رام الله.
ولفت النائب يوسف إلى أنّ المداهمات اليومية لا تنفك عن عمل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ضد أنصار ومؤيدي الحركة الإسلامية، وتزداد وتيرتها كثيرًا، مضيفا: "حتى المسوغات التي يسوقها البعض أمام هذه المداهمات والاعتقالات مبررات خجولة، وإن حدث في غزة فالصوت يكون عاليًا جدًا".
وأكد أنّ استمرار التحريض على غزة في أعقاب حادثة الاعتداء على تلفزيون فلسطين في غزة، وثبوت أن منفذي الفعلة هم من عناصر السلطة المقطوعة رواتبهم، يشير إلى أنّ الهدف الأسمى هو الإساءة لغزة وتشويهها، وتشويه الراية التي ترفعها.
وتساءل يوسف عن الأصوات الداعية لمعاقبة غزة والتضييق عليها، والتي ترتكز إلى صورة الاعتقالات السياسية، في ظل وجود العشرات من المعتقلين سياسيًا في سجون السلطة على خلفية سياسية ومخالفة الرأي، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وشدد على أن حركة حماس ترفض الاعتقال السياسي رفضًا قاطعًا، وتدينه، وهو ليس موقف الحركة فحسب، بل موقف كل فلسطيني غيور، غير أنّ استخدام هذه الورقة لتمرير بعض الأوراق السياسية أمر "مشين".
وأكد أنّ غزة ورغم حالة التحريض والتشويه والإجراءات المتخذة بحقها، ماضية في مشروعها الوطني، وأن الآمال وآمال الأمة جميعها وأحرار العالم معلقة عليها، مبديًا يقينه بأن كل الأصوات الكارهة لغزة مصيرها الاندثار والأفول.
يذكر أنّ السلطة الفلسطينية اتخذت أخيرًا إضافة إلى الإجراءات العقابية التي تتخذها بحق قطاع غزة، سلسلة من الإجراءات التي كانت أبرزها إحالة أعداد واسعة من موظفيها للتقاعد القسري، وفصل أعداد أخرى فصلًا تامًا، ووقف رواتب أعداد أخرى من شريحة الأسرى المحررين والجرحى وذوي الشهداء، إلى جانب سحب موظفيها من معبر رفح الحدودي.