أحد عشر عاما من الحصار الإسرائيلي العربي لغزة لم يُسقطها، ولم يُجبر مقاومتها على الخضوع، وقد تجد في غزة أي شيء إلا راية بيضاء ترفع استسلاما للمحاصرين والمتآمرين على أهلها وعلى القضية الفلسطينية، وكل الطرق استخدمت لتحقيق تلك الأهداف الخسيسة التي لا تمتّ إلى الأخلاق البشرية والإنسانية بِصِلة، فمن قتل المريض بمنع أدويته إلى قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، كل ذلك استُخدِم لتركيع غزة ومقاومتها، ولكن دون جدوى، بل كلما زادت الجرائم تعاظم الرد والقدرة على ردع المحتل الإسرائيلي.
غزة الآن تمتلك الكثير الكثير من مقومات النصر، فضلا عن مقومات الصمود، ولذلك ترتكب دولة الاحتلال (إسرائيل) حماقة كبيرة إن هي استمرت في حصار غزة، فضلا عن تعزيز حصارها وتشديده، فلم يعد هناك مجال للمزيد من الضغط دون وقوع المحظور والانفجار في وجه المحاصرين لقطاع غزة.
جامعة الدول العربية تجتمع وتنفض المرة تلو الأخرى دون أن تتطرق إلى حصار قطاع غزة والإبادة الجماعية التي ترتكب في حق أهله وكأن غزة جزء من عالم آخر لا علاقة له بالوطن العربي، وفي المقابل نجد قطعان المطبعين من العرب يهرولون بكل قبح وخسة تجاه دولة الاحتلال (إسرائيل) أملا في نسج علاقات مشبوهة مع الكيان المسخ. الجامعة العربية تذر الرماد في عيون العرب والفلسطينيين عندما تغمرنا بعبارات جوفاء حول القدس، ومنهم من يقول إن لـ(إسرائيل) الحق في التصرف كيفما شاءت ببيت المقدس تبعا لبنود المبادرة العربية للسلام، فجامعة الدول العربية الآن تدافع عن أمن الاحتلال الإسرائيلي ولا تدافع حتى بكلمة عن أهلنا المحاصرين في قطاع غزة أو في الضفة الغربية التي نخرها الاستيطان الإسرائيلي من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
حسنا، ما دمتم تخشون على أمن (إسرائيل) فإنني أنصحكم في جامعة الدول العربية أن تخبروا العدو الإسرائيلي بأنه لم يعد بالإمكان الضغط أكثر مما كان، وغزة على وشك الانفجار إن لم يُرفع الحصار في القريب العاجل، طبعا هذا تحليل للواقع ولا يحمل أي رسائل أخرى، أما باقي التحديات التي يواجهها قطاع غزة فهي هامشية لا تُقدِّم ولا تُؤخِّر.