تشتهر قرية كوبر التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، ويسكنها غالبية عظمى من عائلة البرغوثي، بمقاومتها للاحتلال طيلة السنوات الطويلة التي مرت على وقوعها تحت سيطرة (إسرائيل)، إبَّان الحرب سنة 1967.
ويقدر تعداد العائلة في كوبر بالآلاف وغالبيتهم من عائلة البرغوثي التي قدمت عددًا من الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، والشهداء كذلك، وكان آخرهم صالح البرغوثي الذي اختفت آثاره بعد ولم يعرف مصيره بعد اختطافه من قوة إسرائيلية.
وتشتبه قوات الاحتلال بأن صالح (29 عامًا) نفذ عملية إطلاق نار في مستوطنة "عوفرا" برام الله، مؤخرًا.
وفي تطور جديد أخضعت قوات الاحتلال، فجر الاثنين 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018، زوجة الشهيد صالح البرغوثي، شيماء الريماوي، للتحقيق بعد اقتحام منزل أهلها في بلدة بيت ريما، شمال غرب رام الله.
وعززت قوات الاحتلال وجودها العسكري وداهمت منزل الريماوي وأخضعتها للتحقيق، بعد عزلها في غرفة وحدها، بحسب مصادر محلية.
وبينت أن قوات الاحتلال فتشت المنزل بشكل استفزازي قبل انسحابها، واندلعت مواجهات في البلدة إثر ذلك؛ تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز دون وقوع إصابات.
واستشهد صالح في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، حينما استهدفته قوات الاحتلال بإطلاق النار عليه عندما كان عائدًا لمنزله بعد يوم عمل طويل، حيث يعمل سائقا لمركبة عمومية.
وتتنوع انتهاكات الاحتلال في القرية ما بين القتل والاعتقال والتنكيل.
ويقول محرم البرغوثي أحد نشطاء العائلة المعروفين بمقاومة الاحتلال، إن قرية كوبر واحدة من قرى فلسطين التي احتلت في عام 67، وهي مثل القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية الناشطة ضد الاحتلال.
وفي اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، قال البرغوثي: "قرية كوبر تنبض مثل أي منطقة فلسطينية محتلة ربت أبناءها وأجيالها على رفض الاحتلال وعدم السماح له بالاندماج في الحياة اليومية للناس وإبقائه جسما غريبا عن الشعب الفلسطيني وهذا منذ 67 وحتى الآن".
ونبَّه إلى أن الاحتلال دائمًا يعتقل رجال وشباب القرية بهدف تطويع أهلها، وهذا أدى إلى اعتقالات طالت العديد من أبناء العائلة من كل الطيف السياسي فتح وحماس ويساريين.
وأشار إلى أن فخري البرغوثي واحد من الأسرى الفلسطينيين وقضى من عمره في سجون الاحتلال 34 سنة، فيما دخل الأسير نائل البرغوثي سنته الـ39 بالسجون، وكذلك القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل لدى الاحتلال.
لكن رغم ذلك، أكد محرم البرغوثي أن "قرية كوبر عصية على الانكسار، وهي تسير تجاه الحرية والاستقلال".
كما ينتمي للقرية الشهيد عمر العبد، الذي نفذ في 21 يوليو/ تموز 2017 عملية طعن أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع، وذلك انتقاما للمسجد الأقصى بعد "تدنيسه من الاحتلال الإسرائيلي"، كما جاء في وصية نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وخلال تنفيذه العملية أصيب العبد واعتقلته قوات الاحتلال، وعندما سأله قاضي المحكمة الإسرائيلية عما إذا كان نادمًا أم لا بعد تنفيذ العملية، قال إنه "يندم على أن مخططه لم يكتمل باستشهاده".
من جانبه أشار محرم البرغوثي، إلى أن شباب قرية كوبر يحملون ذات الروح الثائرة التي لدى الشاب العبد، ولذلك ينفذ العديد من المداهمات والاعتقالات بحق العائلة التي توجد في 6 قرى فلسطينية، علاوة على انتشارها في المدن الفلسطينية وكذلك الشتات.
ويستخدم جيش الاحتلال كل وسائل التضييق على سكان الضفة الغربية المحتلة من اعتقالات واقتحامات ليلية وتفتيش منازل، ويقابل ذلك ردود فعل تشمل مسيرات ومواجهات وعمليات فدائية قتل خلالها مقاومون فلسطينيون عددا من جنود الاحتلال ومستوطنيه.