تختلف أماكن وجود الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارجها، لكن تتوحد أمانيهم وعلى رأسها العودة والحرية والحياة الكريمة.
وتعبّر الطالبة في الصف الحادي عشر، تمام الشرفا لصحيفة "فلسطين"، عن أمنيتها الدائمة في كل الأعوام بما فيها 2019، وهي تحرير الأسرى والأرض وعودة اللاجئين.
لكن الشرفا التي تقطن في مدينة غزة، تريد أيضًا خلال العام الجديد تحسن الوضع الاقتصادي وتنشيط الأسواق، وحصول الموظفين على رواتب كاملة.
ومنذ أبريل/نيسان 2017 تخصم السلطة في رام الله من رواتب موظفيها في قطاع غزة قرابة 50%.
ولا تصرف السلطة رواتب الموظفين الذين عينتهم الحكومة الفلسطينية السابقة برئاسة إسماعيل هنية في القطاع.
وتتمنى الطفلة الشرفا أن ينال الفلسطينيون لا سيما في قطاع غزة حقهم في السفر بسهولة، وفتح المعابر دائمًا، وتمكين التبادل التجاري، وأن يتمكن الغزيون أيضًا من التنقل إلى المدن والمحافظات الفلسطينية الأخرى خارج القطاع.
الغزي محمد شبكة (29 عامًا) يأمل في "دردشة" مع صحيفة "فلسطين"، أن يحمل 2019 الخير للفلسطينيين، وأن تتحقق الوحدة الوطنية، وينشط الوضع الاقتصادي، وتفتح المعابر على مدار الساعة، ويتطور الواقع المعيشي للغزيين لا سيما بعد الخصومات على رواتب موظفي السلطة خلال 2017 و2018.
"سنعود.."، بهذه الكلمة أجاب المسن منسي نصار (85 عامًا) عن سؤال صحيفة "فلسطين": ماذا ترجو في عام 2019؟
نصار الذي هجرته العصابات الصهيونية من قرية بيت دراس سنة 1948، واستشهد والده وعمه آنذاك، يأمل أن يرفع العلم الفلسطيني في القدس ويافا وحيفا والرملة وكل المدن الفلسطينية المحتلة.
وفي الوقت نفسه يتمنى تحسن الوضع المعيشي للفلسطينيين، مضيفًا باللهجة العامية عن رئيس السلطة محمود عباس: "والرجل هدا مخه يتصلح"، في إشارة إلى عدم رضاه عن سياسة الأخير.
ولم ينسَ نصار، الذي يحمل درجة البكالوريوس في التجارة، التأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يفهم إلا لغة القوة"، وأن العودة تتحقق بالتصدي للعدوان.
ومن الضفة الغربية المحتلة، يرجو الشاب محمد حجازي أن يكون 2019 مليئًا بالسعادة والحرية للفلسطينيين، في ظل الواقع الذي يعيشه أهل الضفة "من الحواجز من قبل الأجهزة الأمنية (التابعة للسلطة) أو الاحتلال"، وفق قوله.
ويضيف حجازي لصحيفة "فلسطين"، أن الفلسطينيين في الضفة يعانون من تضييق الخناق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحجازي خريج الأصول الإسلامية الذي لم يتمكن من الحصول على وظيفة في الضفة بمجال تخصصه، يعبر عن أمله في أن يتحسن الوضع الاقتصادي، منبهًا إلى أن شبانًا كثرًا تخرجوا في الجامعات ولم يجدوا فرصة مهيأة للعمل لتأسيس مستقبلهم.
ويشترك حجازي مع أمنية الفلسطينيين بأن ينعم الأسرى في سجون الاحتلال بالحرية.
ويشير إلى أنه لا يتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى بسبب الاحتلال الذي يفرض قيودًا على الفلسطينيين، لذا فإنه يتمنى التمكن من حقه في الصلاة فيه خلال 2019.
تحرير الأقصى
الصحفية فيحاء شلش من رام الله المحتلة، تتمنى أيضًا زوال الاحتلال الإسرائيلي عن كل فلسطين، منبهة إلى أن 2018 كان مليئًا بالجرائم الاحتلالية وانتهاك حرية الصحفيين والاعتقالات.
وتقول شلش في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": نأمل في 2019 أن تتحقق السيادة لشعبنا على أرضه، وأن يقيم دولة حقيقية، وأن ينتهي الانقسام الفلسطيني بناء على الحفاظ على الثوابت والحق في مقاومة الاحتلال.
المقدسيون يحملون هم شعبهم الفلسطيني وآماله كذلك، ومنهم ناصر أبو قويدر من مدينة القدس المحتلة الذي يقول لصحيفة "فلسطين": إذا تحرر المسجد الأقصى فإن كل شيء يهون ويتحقق.
ويرجو أبو قويدر تحرير "البلاد والعباد" وإنهاء الحواجز العازلة بين المدن الفلسطينية المحتلة.
الحلم ذاته ينشد تحققه آدم أبو العرادات من مدينة حيفا، وهو أن ترفرف الأعلام الفلسطينية فوق مآذن القدس وكنائسها، مؤكدًا أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
ويضيف لصحيفة "فلسطين": آمل أن يكون 2019 عامًا أفضل لشعبنا الموحد من أراضي الداخل المحتل والضفة الغربية وقطاع غزة وأهلنا في الشتات.
ويعرب عن ثقته بقوة وعزيمة "شعبنا الجبار" على زوال الاحتلال وسجونه، مردفًا: "كل عام ونحن إلى العودة أقرب".
من جهته يقول اللاجئ الفلسطيني علي هويدي الذي ينحدر من قرية أم الفرج قضاء عكا ويوجد حاليًّا في لبنان: إنه يأمل أن يكون 2019 عام تحرير فلسطين كاملة، وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية سنة 1948.
ويضيف هويدي، المدير العام للهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، أن أمنيته الثانية تتعلق باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأن تتوافر لهم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كالحق في الاستشفاء والتعليم وتشكيل المؤسسات والعمل وغيرها، لأن ذلك سيسهم في تمكينهم من التمسك بحقهم في العودة إلى ديارهم في فلسطين.
والأمنية الثالثة لهويدي تتعلق بنحو ستة ملايين لاجئ مسجلين في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ويعبر عنها بقوله: أن يكون 2019 عام المتغيرات الإستراتيجية لهذه الوكالة بحيث تصبح ميزانيتها ثابتة من الأمم المتحدة، وأن تتوسع سياسة عملها لتشمل جميع اللاجئين في المناطق كافة وليس فقط في مناطق عملها الخمس الحالية، وأن تشمل حماية اللاجئ على المستوى الجسدي وليس الإنساني فقط.
وأخيرًا يأمل اللاجئ الفلسطيني تراجع الوكالة عن قرارات تقليص الخدمات التي اتخذتها نتيجة الأزمة المالية التي عصفت بها في 2018.