فلسطين أون لاين

تقدير موقف

جدول أعمال إسرائيلي مزدحم في العام المنصرم

تخرج هذه السطور إلى حيز النشر، فيما يطوي الإسرائيليون عاما متخما بالتطورات السياسية والأمنية الداخلية والخارجية، على حد سواء، وهم يستقبلون، كما يبدو، عاما أكثر ازدحاما بالتبعات المتوقعة لهذه التطورات في مختلف المناحي والمجالات.

يختم الإسرائيليون هذا العام بأزمة ائتلافية أدت إلى انفراط عقد الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة، والتوجه الى انتخابات مبكرة في الربيع القادم، مما يهدد فرص نتنياهو بالعودة إلى مقعد رئيس الحكومة للمرة الخامسة في ظل صعود نجوم جديدة في الحلبة السياسية الحزبية يشكلون لمن يصف نفسه "ملك ملوك إسرائيل" منافسين حقيقيين جديين.

يختتم العام المنصرم أيامه، ويدخل العام الجديد، وسط هدوء مشوب بالحذر على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، في ظل تفاهمات محلية وإقليمية لتسكين هذه الجبهة بعد استنزاف دام ثمانية أشهر، نجحت فيها المقاومة الفلسطينية أن تنتزع بعض الإنجازات، على قلتها، من خلال تفكيك بعض مفاصل الحصار الذي يضرب أطنابه على القطاع منذ ما يزيد عن اثني عشر عاما.

الشهور الثلاثة القادمة من العام الجديد تفرض على المقاومة الفلسطينية تحديات ثقيلة ومكلفة، في طبيعة التعامل مع الحملة الانتخابية الإسرائيلية، وهي ترى حالة من المزاودات الحزبية التي قد يدفع الفلسطينيون ثمنها، إن لم يحسنوا التصرف بهدوء وحذر، بعيدا عن إمكانية ابتزاز رئيس حكومة ينازع حتى اللحظات الأخيرة للبقاء في ذات المقعد في الدورة الانتخابية القادمة.

ينتهي العام المنصرم وقد كسرت إسرائيل الهدوء السائد على جبهتها الشمالية منذ اثني عشر عاما، من خلال عملية درع الشمال للكشف عن أنفاق حزب الله، وسط تكهنات إسرائيلية بأن يمرر الحزب هذه العملية دون الذهاب الى مواجهة عسكرية ضارية تنتهي باندلاع حرب لبنان الثالثة، التي قد يهرب من تبعاتها الجانبان معاً.

تزامنا مع العملية العسكرية الإسرائيلية على الحدود الشمالية، اختتم العام المنصرم أيامه الأخيرة وسط قرار أمريكي أزعج الإسرائيليين كثيرا بالانسحاب المفاجئ من سوريا، لاعتبارات أمريكية بحتة، الأمر الذي يجعل العام الجديد فاتحا الباب على مصاريعه بإمكانية نشوب توتر إضافي في الجبهة السورية.

يختتم الإسرائيليون عامهم المنصرم، وهم يحققون مزيدا من الاختراقات السياسية للعواصم العربية المتساوقة مع تل أبيب في برامجها السياسية الإقليمية، من خلال عملية تطبيع تلقى ترحيبا في بعض الممالك والقصور وسط رفض شعبي واسع.

أخيراً..سطور اليوم التالي ستتناول تطلعات الإسرائيليين في عامهم الجديد، وسط مخاوف من إمكانية دخولهم في معتركات عسكرية طاحنة على أكثر من جبهة عسكرية من جهة، وإمكانية الدخول في صفقات وتفاهمات سياسية لتمرير العملية الانتخابية بأقل قدر من التوتر..