فلسطين أون لاين

​2018م سنة قاسية على اللاجئين مع استهداف (أونروا)

...
وقفة للمطالبة بوقف تقليصات أونروا (أرشيف)
بيروت / غزة - نور الدين صالح

مرّت سنة 2018م ثقيلة على اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمسة لعمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بفعل الإجراءات الأمريكية "القاسية" التي طالت جميع مناحي الحياة.

ومنذ أن تولى دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة اتخذ سلسلة من "القرارات العدائية" للقضية الفلسطينية، واللاجئين خاصة.

وفي 16 كانون الآخر (يناير) قلّصت الإدارة الأمريكية مساعدتها المالية لـ(أونروا)، وفي الثامن من نيسان (إبريل) عملت على إنهاء وضعية "لاجئ"، وتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين بـ40 ألف لاجئ، وفي الثالث من آب (أغسطس) قطعت جميع مساعداتها المالية عن الوكالة.

رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. عصام عدوان وصف 2018م بأنه "عام استهداف (أونروا)"، نتيجة القرارات الأمريكية المتتالية التي أعلنها ترامب.

وبين عدوان لصحيفة "فلسطين" أن وقف المساعدات المالية للوكالة سبب أزمة كبيرة لها، إلى أن استطاعت تقليص العجز المالي نهاية العام.

وذكر أن قرارات الإدارة الأمريكية يُدلل على أنها ماضية في استهداف القضية الفلسطينية وتصفيتها، واصفًا وضع (أونروا) بأنه "غير مريح"، مع الأزمات، والابتزاز السياسي من الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي وقف ضد التوجه الأمريكي خلال العام، واستطاع سد العجز المالي، مثمّناً دور اللاجئين الفلسطينيين في الضغط على (أونروا) لبذل مزيد من الجهود لسد عجزها.

واتهم عدوان (أونروا) باتخاذ الأزمة المالية ذريعة لتقليص خدماتها، وتسريح أعداد من الموظفين، وتقليص مساعداتها الغذائية في المناطق الخمسة.

وقال: "عندما أدت الوكالة دورها استطاعت سد العجز، وهو ما يتطلب عدم الإصغاء لإعلانها أزمات مالية".

ويتفق مع ذلك المدير العام للهيئة (302) للاجئين في لبنان علي هويدي، واصفاً 2018م بـ"الأقسى على الوكالة"، عقب مرورها بالأزمة السياسية والمالية الحادة.

وقال هويدي لصحيفة "فلسطين": "إن الوكالة لم تمر بمثل هذه الأزمة منذ تأسيسها عام 1949م، وتمثلت بعجز مالي قدره 446 مليون دولار، منها 360 مليون دولار قطعتها الولايات المتحدة.

وذكر أن الأزمة المالية للوكالة انعكست على خدماتها المُقدمة للاجئين، فضلًا عن محاولات تشويهها من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.

وبيّن أن ذروة الاستهداف الإسرائيلي للوكالة كانت مطلع العام، بعد إطلاق حملة دبلوماسية للقضاء عليها، مشيراً إلى أن أبرز ما مرّ خلال العام هو محاولات إلقاء مسؤولية ميزانيتها على الدول العربية.

وأكد أن الأزمة المالية لـ(أونروا) أثرت مباشرة في الخدمات المُقدمة للاجئين، بتقليص المساعدات، وعدم توظيف معلمين جدد، وتراجع الخدمات الصحية والإغاثة.

وبحسب قول هويدي إن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في أوضاع صعبة، نتيجة حرمانهم حقوقهم الإغاثية والصحية والتعليمية وغيرها.

وانتقد سياسة (أونروا) التي انتهجتها في إدارة أزمتها المالية، بفصل موظفين وعدم تثبيت آخرين، ووقف ترميم البيوت المهدمة، مثمناً في الوقت ذاته تمسك اللاجئين بحقوقهم، والدفاع عنها بتنظيم الفعاليات، والمشاركة في مسيرات العودة وفك الحصار.

السيناريوهات القادمة

وعن السيناريوهات المُحتملة لأزمة (أونروا) وتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين خلال 2019م ذكر هويدي أن المؤشرات الأولية "غير مطمئنة"، مع التهديد المتزايد من الإدارة الأمريكية باستهداف الوكالة.

ورجّح أن تمارس الولايات المتحدة، والاحتلال الإسرائيلي مزيدًا من الضغط على الدول المانحة، لتقليص دعمها لـ(أونروا).

وأشار هويدي إلى أن الرؤية الأمريكية الإستراتيجية لم تنتهِ بعد ومستمرة، في محاولة تقليل عدد اللاجئين، وتغيير التعريف الخاص باللاجئ لينسجم مع تلك الرؤية.

وقال: "آن الأوان لتعزيز التيار العالمي لحماية الوكالة، في ضوء المحاولات الأمريكية للضغط على الجمعية العامة للأمم المتحدة لعدم تجديد ولاية (أونروا)".

وعودةً إلى رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حماس، الذي رجّح عودة الأزمة المالية للوكالة، مع حديثها عن تجدد الأزمة في 2019م.

وقال عدوان: "(أونروا) تحضر الأجواء لإعلان أزمة مالية قادمة، لإشغال الفلسطينيين، ثم تنتهي مع نهاية العام، كما حدث في 2018م".

وأكد ضرورة استمرار الفلسطينيين واللاجئين خاصة في الدفاع عن حقوقهم، ورفض كل المؤامرات عليهم، مع سكوت المجتمع الدولي عن معاناة اللاجئين.