من فيتنام شرقًا إلى البرازيل جنوبًا.. إسرائيل تراكم علاقاتها!
كأن بنيامين نتنياهو بدأ حملته الانتخابية المبكرة عبر القيام بجولة دبلوماسية في دول العالم، يصول ويجول، ينمي علاقات إسرائيل، ويرفع من رصيدها، كي يثبت للناخب الإسرائيلي أنه الأجدر بقيادة الدولة، وزيادة تمددها في عواصم العالم في أصقاع الأرض الأربعة.
ما يهمنا فلسطينيين وعربًا، ليس الاستفادة الانتخابية لنتنياهو من هذه الزيارات، بقدر ما هي جملة الأسئلة التي ليس لها إجابات عند المؤسسة الدبلوماسية الفلسطينية، ومنها:
- كيف خسرنا عمقنا العالمي الذي تصدرت القضية الفلسطينية جدول أعماله، ونجحت إسرائيل بالسطو عليه؟
- وفق أي حسابات سياسية تمكنت إسرائيل من الوصول إلى مواقع صنع القرار في تلك العواصم، ونحن نتفرج عليها، ونكتفي بالعض على شفاهنا خيبة وحسرة؟
- أين حجم الاستفادة من أكثر من مائة سفارة وقنصلية فلسطينية منتشرة في القارات الست، بما يزيد على نظيراتها الإسرائيلية، وهي تستنزف من قوت أولادنا، كي نعين سفيرا ونرشح قنصلا، والنتيجة هي صفر على الشمال!
- أين هي الجولات المكوكية التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه ووزراؤه لعواصم كانت حتى سنوات قليلة سابقة ذخرنا الدبلوماسي واحتياطنا السياسي؟
الحقيقة أن هذه الأسئلة التي ليس لها إجابة لا في مقر الرئاسة أو وزارة الخارجية تجعلنا نجري استدارة اضطرارية بالنظر لما يقوم به الإسرائيليون، ونسأل ذات الأسئلة السابقة بصيغة مقلوبة:
- كيف ربحت إسرائيل خلال سنوات معدودة فقط دولا وعواصم كانت إلى عهد قريب مناهضة لها، تناصبها العداء، وتصوت ضدها في الأمم المتحدة بصورة دورية!
- ما الدوافع التي منحت إسرائيل القدرة على أن تفتح أبوابًا بقيت موصدة في وجهها، من خلال البحث عما تريده تلك الدول، وتوفره لها، بعيدًا عن الشعارات والكلام المعلب الذي أكل عليه الزمان وشرب.
- لماذا يقوم نتنياهو وسفراؤه ومسؤولو وزارة الخارجية بجولات ماراثونية من هذه الدولة إلى تلك، يجوبون الكرة الأرضية، طولا وعرضا، حتى وصلت نتيجة هذه الزيارات بالتصويت الأخير على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة الفلسطينية، وحصلت إسرائيل بموجبه على قرابة أصوات 90 دولة وقفت إلى جانبها!
في المؤتمر الأخير الذي عقدته وزارة الخارجية الإسرائيلية لعشرات السفراء والقناصل، ألقى فيهم نتنياهو، كوزير للخارجية، محاضرة أكاديمية من العيار الثقيل، وقف على قدميه ستين دقيقة، يشرح عبر قلم ضوئي وجهاز بروجيكتور أين وصلت العلاقات الإسرائيلية حتى نهاية العام الجاري، وما خطتها لاستكمال علاقاتها مطلع العام القادم بعد أيام.
أنصحكم بحضور هذه المحاضرة، وإجراء مقارنة متواضعة مع خطبنا الإنشائية العصماء.. حينها سنعرف سبب تراكم علاقات إسرائيل، وفي الوقت ذاته تقلص علاقاتنا!