فلسطين أون لاين

مجد مطير.. الثأر المقدسي لدماء نعالوة والبرغوثي

...
القدس المحتلة/ طلال النبيه:

لم ينتظر الشاب مجد مطير كثيراً، بعد سماعه نبأً كان محزناً بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني بأسره؛ إذ اغتالت قوات الاحتلال الشاب المقاوم والمطارد أشرف نعالوة، منفذ عملية "بركان"، بعد 67 يوماً قضاها متخفياً من أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية، ومن قبله الشهيد صالح البرغوثي منفذ عملية "عوفرا" الذي قتل مستوطنين اثنين وجرح 15 آخرين.

الشاب المقدسي مطير (27 عاماً)، قطع نحو 10 كيلومترات، من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، شمالي القدس المحتلة، وصولاً للبلدة القديمة في القدس المحتلة، مجهزاً نفسه للثأر لدماء الشهيدين البرغوثي ونعالوة قبل أن تجف.

ومع سماعه تكبيرات أذان الفجر تصدح وتعلو من مآذن المسجد الأقصى المبارك، بدأ مطير خطواته في تحقيق هدفه بالانتقام لدماء الشهداء، منفذاً عملية طعن، في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، أصيب خلالها جنديان بجراح متوسطة وطفيفة، فيما أعدمه جنود بدم بارد، مطلقين نحوه أكثر من 12 رصاصة، ليرتقي شهيداً.

وعلى إثر تلك العملية، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، ومنعت المواطنين من دخوله لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم للصلاة في الشوارع القريبة من الأقصى في أجواء عاصفة وباردة وماطرة.

وكان الشهيد مطير، يعمل عاملاً في مطاعم مدينة رام الله، حيث يقضي جل أوقاته متنقلا بين بيته وعمله، شاهداً على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وعذاب أهالي المخيم على حاجز قلنديا، الفاصل بين الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

واعتقلت مخابرات الاحتلال والد وشقيق الشهيد للتحقيق معهم، بعد تنفيذ نجلهم عملية الطعن، فيما احتجزت عدداً من أفراد العائلة وهوياتهم.

ويقول ربحي مطير عم الشهيد: إن ابن أخيه خرج من بيت والده، دون علم من أحد، لتتفاجأ العائلة بإعدام جنود الاحتلال له، واستشهاده بعد تنفيذه عملية طعن.

ووجه مطير، رسالته للاحتلال الإسرائيلي، أنه ما دامت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، فستكون المقاومة هي عنوان الشعب الفلسطيني، قائلاً: "من الطبيعي أن يكون من بيننا الشهداء، والجرحى والأسرى في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وأضاف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال ظالم، وأينما وجد، وجدت المقاومة، وهذه معركة مفتوحة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال".

وتعيش الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حالة من الغليان الشعبي، بعد تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق المواطنين والمزارعين والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، بعد نجاح المقاومين في تنفيذ عدد من العمليات وقتل وإصابة عدد من المستوطنين وجنود الاحتلال.

وزفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهداء الثلاثة، البرغوثي، ونعالوة، ومطير، مؤكدة أن حالة المواجهة والمقاومة في الضفة فرصة لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا.

ودعت الفصائل الوطنية والإسلامية، الكل الفلسطيني والشباب الثائر للمشاركة في جمعة الغضب والرفض لممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأقامت "حماس" بيت عزاء لشهداء الضفة الغربية المحتلة الثلاثة، بحضور شعبي ورسمي، من الفصائل الوطنية والإسلامية ووجهاء ومخاتير العشائر الفلسطينية.

واحتشد ممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ووجهاء ومخاتير بأرض السرايا وسط غزة لأداء واجب العزاء للشهداء الثلاثة أشرف نعالوة وصالح البرغوثي ومجد مطير، وسط حضور رسمي وشعبي.