أُقر يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني منذ عقد من الزمان، ورفع المكتب الإعلامي الحكومي الشعار بل وأحياه كل عام بأشكال مختلفة وتقاليد متنوعة، أملًا في ترسيخ قيمة وتعزيز مبدأ أصيل في مجتمعنا الفلسطيني الوفي بطبعه والمنتمي لأرضه حبًا ووفاءً.
وفي الذكرى أتقدم لكم أحبابي بأجمل التهاني والأمنيات، راجيًا المولى أن تبقى الصحافة سيفًا على رقاب المفسدين، وراية مرفوعة للصدق وحب الوطن بجهد المخلصين والصادقين من أبناء الكلمة والصورة.
وباسم المكتب الاعلامي الحكومي أجدد حرصنا على الانحياز لكم والوقوف إلى جانبكم في كل المحافل وعناوين البطولة والنضال وأنتم تسطرون كلماتها بدمكم وعرقكم على ثرى فلسطين الطاهرة.
فإحياء الذكرى تقليد جميل و رائع، لكن حقيقة الأجمل وربما الأدعى في زماننا هذا أن نمارس الوفاء معنى وسلوكًا في مجالات عملنا وتفاصيل حياتنا، فرسالتي هذه لكل الأحباب بشكل عام لكنها موجهة اليوم إلى صاحب القلم والكلمة إلى ناظم القوافي والجُمل، رجل الكاميرا ومعد التقرير، حارس البوابة وابن السلطة الرابعة ووريث صاحبة الجلالة.. إليك يا صديقي الإعلامي والصحفي، يا من حملت أمانة وقدسية الخبر وقدمت الموضوعية والمهنية والصدق على السرعة و السبق، وكنت و ما زلت فارسًا للكلمة وعنوانًا للصورة.
صديقي الإعلامي.. لقد ألقي عليك قول ثقيل، فالحمل كبير والأمانة أعظم، فللكلمة وقع وتأثير، وجاءت الصورة لتعزز الخبر بل لتكن أبلغ من ألف كلمة ولتختزل الرواية ولتحكي قصة شعب عبر محطات نضاله الإبداعية، فالوفاء كل الوفاء لك ولقلمك وصورتك ممزوجًا بالحب والتقدير وكل العرفان لتضحياتك وأنت تخرج من عباءة التغطية والنشر لتنقذ أرواحًا وتساند مسعفًا مقدمًا روحك وجسدك قبل قلمك.. هذه اللوحة الجميلة التي يرسمها الإعلامي بدمه وعرقه تستحق أن تحفظ وتصان لتبقى جميلة مشرقة عبر الأيام.. وبكل صدق وأمانة كلنا مطالب اليوم أن يمارس الوفاء سلوكًا ومعنى وفاءً للقارئ بإشباع حاجاته التوعوية ونقل كلمة صادقة بمنهجية عالية بعيدًا عن زيف الألوان والتوجهات والتكتلات مهما عظمت في قلوبنا ووجهت قلمنا، بل كن كل الألوان، فلسطيني الهوى والهوية.. ما أحوجنا اليوم لكلمة نابعة من حب الوطن والوفاء له، لكلمة جامعة موحدة تبني وتستنهض همم الرجال، وتشعل عزيمة الشباب، فقمة الوفاء أن تكون رجل كلمة وأسد صورة لتحقق رسالة سامية.. يجب علينا أن نعترف بأننا افتقدنا منبـرًا جامعًا موحَّدًا فلسطينيَّ اللون والهوى، ولقد اشتقنا إلى صوت صادق أمين، فكن أنت العنوان وصاحب الخطوة الأولى والأمامية والمبادرة فقمة الوفاء أن تكون وفيًا لكلمتك وفيًا لمستمعك لقارئك تكن وفيًا لوطنك ودينك، فالوفاء حفظ للعهود والوعود، وأداء للأمانات، واعتراف بالجميل، وصيانة للمودة والمحبة، فوفاء الرجل ووفاء عهده يقاس بحنينه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه.