فلسطين أون لاين

المعلم القائد يساعد الفاشل حتى ينجح

...
غزة/ مريم الشوبكي

المعلم ربما ارتبط في أذهاننا أن وظيفته تتوقف على تدريس المنهاج والتوصيل السهل للمعلومة لرسوخها في أذهان الطلاب، واقتصر دوره على التلقين ودعوته الدائمة "للبصم"، وغالبًا ما يهتم بالمتفوق أما المتأخر دراسيًا يدعوه باستفزاز للغيرة من زميله "المتفوق" وفي نهاية المطاف يهمشه.

ولكن دور المعلم القائد يكون بمساعدة الفاشل مرة واثنتين وثلاث حتى يأخذ بيده نحو النجاح، ولا يفقد الأمل لأن الإيمان الكامن بداخله يؤكد أنه ليس هناك شخص فاشل في هذه الحياة، فكل منا له نقطة قوة لم يكتشفها بعد.

مكونات الشخصية

الاختصاصي النفسي اسماعيل أبو ركاب بين أن طبيعة شخصية الإنسان عامةً تتكون من ثلاثة مكونات: وهي الفكرية، والعاطفية، والسلوكية، فلذلك إذا زاد أي مكون على حساب الآخر سيؤثر على الشخصية كثيرًا.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن بعض المعلمين يعتقد أن وظيفته منوطة بتعديل الأفكار وما يتعلق بذلك من امتحانات ودرجات، ولكن المعلم الناجح هو المعلم الذي يسعى للتأثير في هذه المكونات بتساوٍ.

وأشار إلى أن تنمية الجانب الفكري أمر حساس للغاية ومتعب ويستهلك مجهودًا كبيرًا من المعلم، ولكن في الوقت نفسه لو ركز المعلم على جانب العواطف من احترام وتقدير وتعزيز وثناء وغير ذلك من الأمور التي من شأنها تعزيز هذا الجانب.

ولفت الاختصاصي النفسي إلى أنه إن زاد الدافع المعنوي فإن الأثر سيكون مضاعفًا ولو استخدم الوسائل الحسية والحركية لاكتملت المنظومة النفسية، فالمعلم يغير في الشخصية ككل وليس فقط على جانب الأفكار.

مضيعة للوقت

وأفاد أن المعلم يمكن أن يساعد الطالب الفاشل ويأخذ بيده إلى النجاح، بمحاولة معرفة السبب الذي أدى بالطفل إلى أن يصل إلى هذه الدرجة، فكثير من المدرسين يركزون على الطالب الناجح كنوع من الاسقاط النفسي الذي يرى فيه المعلم نفسه وجهده.

وأشار أبو ركاب إلى أن التركيز على الطلبة الذين يعانون من مشاكل نفسية أو سلوكية وما ينعكس على سلوكياتهم، أمر يعده البعض مضيعة للوقت كون أن الفصل فيه عدد كبير من الطلاب والذين يعانون من مشاكل دراسية أعدادهم أيضًا كبيرة.

ولفت إلى أن الجانب العاطفي والتقرب من جميع الطلبة بمستويات تراعي ظروفهم الخاصة، هو أمر يشجع الطالب ويزيد من قدراته، والدليل على ذلك أن الطلبة الذين يعانون من مشاكل دراسية ونفسية يميلون لحب بعض المواد أكثر من غيرها، ولو سألتهم عن السبب سيكون الجواب بالإجماع لأن المدرس فلان يدرس هذه المادة.

وقال الاختصاصي النفسي: "الظروف التي تحياها مدارسنا ويحياها مدرسو قطاع غزة، هي ظروف استثنائية فالمعلم هو بالأساس أب وعليه ضغوطات كبيرة في ظل الأزمات المتتالية، هذه الضغوطات تؤثر مباشرة وغير مباشرة على استعداد المعلم للمتابعة واكتشاف نقاط الضعف".

وتابع : "ولكن أغلب المدرسين لديه قناعة راسخة أن هؤلاء الطلبة هم أمانة لديهم، فيقومون بما توفر من وسائل لاكتشاف الطلاب الأقل تحصيلا دراسيا، واكتشاف نقاط القوة والمواهب أمر متاح لدى المدرس بالمشاركة اليومية وحصص الأنشطة الرياضية والإذاعة المدرسية أو متابعتهم داخل الفصل".