توقع مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية والخبير في شأن الاستيطان، د. خليل التفكجي، أن يشهد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتان خلال عام 2019 نموًا "غير مسبوق".
وقال التفكجي لصحيفة "فلسطين": إن المعطيات السياسية الموجودة في الساحة الإسرائيلية، وما توفر من معلومات ومؤشرات، تؤكد أن العام القادم 2019 سيشهد نموًا استيطانيًا "غير مسبوق" في الضفة الغربية ومدينة القدس.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية أمس، عن تصديق ما تسمى "الادارة المدنية" للاحتلال على بناء 1450 وحدة استيطانية جديدة إلى جانب مخطط يجري العمل عليه لبناء 837 وحدة أخرى، في مستوطنات الضفة الغربية.
وأوضح التفكجي أن الاحتلال سوف يتسلح في غزوه الاستيطاني القادم للضفة والقدس، بالضوء الأخضر الأمريكي، الذي وفرته إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ اعتلائه لسدة الحكم.
وأشار إلى أن الاحتلال سيحاول خلال العام القادم الوصول لإكمال رسم جزء كبير من المشروع الاستيطاني المعروف 2020، والذي سيصل خلاله عدد المستوطنين في الضفة والقدس لمليون فرد مع نهايته.
ولفت التفكجي إلى أن سلطات الاحتلال فعليًا ومع عهد "ترامب" لم تعد تُعر أي اهتمام للمواقف العربية والدولية لا سيما الأوروبية المعارضة للاستيطان، باستثناءات محدودة جدا، كما كان الحال في قضية قرية "الخان الأحمر" شرقي القدس.
وأكد الخبير في شؤون الاستيطان، أن الاستيطان في مدن الضفة والقدس تضاعف خلال العام الجاري 2018 عدة مرات عن العام السابق 2017، مما يؤشر لحقيقة عقلية وتفكير وممارسة الاحتلال، واستغلاله للانشغال الفلسطيني الداخلي، والإقليمي، ودعم "ترامب".
وبين أن الاحتلال أعلن رسميًا خلال العام الجاري بناء أكثر من 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة، موزّعة ما بين القدس ومدن الضفة الغربية، فيما صدق على مشاريع بناء آلاف الوحدات ستبدأ عمليًا خلال العام الجديد.
ولفت إلى أنّ المشاريع الاستيطانية تسير وفقا لبرنامج احتلالي تم وضعه عام 1979، طُرحت فيه ضرورة وجود مليون مستوطن في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال استفاد بشكل كبير من الضوء الأخضر الأمريكي السياسي له.
وأوضح أن أكثر المشاريع الاستيطانية تركزت في مدينة القدس، وغور الأردن، مشيرًا إلى أنّ التغول الاستيطاني في المنطقتين ذو أبعاد سياسية خطيرة، حيث ينفي بشكل مطلق إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وذلك بما تسيطر على الحدود الشرقية والعاصمة.
وذكر التفكجي أنّ الفلسطينيين وفي ظل التنامي المحموم للاستيطان لم يعودا يسيطرون سوى على أقل من 40% من أراضي الضفة ، و13% من أراضي القدس، فيما أن هذه المساحات نفسها مناطق محاصرة، ذات طبيعة عمرانية، تستطيع دولة الاحتلال أن تحولها في أي وقت تشاء لسجن مغلق.