حذّر اللواء (احتياط) إسحاق بريك من أن "إسرائيل تقف على أعتاب تهديد وجودي غير مسبوق"، مؤكداً أن القيادة السياسية والعسكرية لم تستخلص الدروس من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا تزال تتعامل بـ"روتين خطير" قد يفتح الباب أمام هجوم متعدد الجبهات يجعله "ذكرى صغيرة" مقارنة بما قد يحدث لاحقاً.
وبحسب ما أورده موقع صحيفة "معاريف"، يوم الأحد، قال بريك إن غياب حزب الله عن هجوم حماس في 2023 كان "معجزة لن تتكرر"، محذراً من سيناريو مقبل يشمل هجمات برية وصاروخية متزامنة من لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، إضافة إلى إيران والحوثيين ومجموعات داخل "إسرائيل"، في وقت يشهد فيه الجيش “تآكلاً في الجاهزية وتراجعاً في ثقة الجمهور".
وأشار بريك إلى معلومات كشفها وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس حول مخاوف من تسلل عناصر حوثية أو وكلاء إيرانيين من سوريا نحو الجولان، وسط تقارير عن تمركز مجموعات مرتبطة بإيران في الأراضي السورية ومساعٍ لبناء قدرات هجومية قرب الحدود.
ورغم وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان عام 2024، يؤكد بريك أن حزب الله أعاد بناء قوته "بسرعة كبيرة"، مستفيداً من تمويل إيراني يُقدّر بمليار دولار منذ مطلع 2025، إضافة إلى استحداث الحزب طرق تهريب جديدة بعد تغيّر المعادلات في سوريا وفرض قيود لبنانية على الطيران الإيراني.
وتشمل عملية إعادة بناء القوة تعزيز ترسانة الصواريخ، وتأهيل القواعد، وتجنيد مقاتلين جدد، إلى جانب توسع نفوذ الحزب داخل المجتمع اللبناني الذي يعيش أزمات اقتصادية خانقة.
ويرى بريك أن إيران تقود مشروع "تحالف الساحات" عبر تمويل واسع لحماس وحزب الله، ونقل أسلحة وتكنولوجيا، ودعم محاولات إقامة "بنى إرهابية" على الحدود الأردنية-الإسرائيلية.
ووفق المقال، تشير تقارير إلى محاولات تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية، واعتقال خلايا مرتبطة بالإخوان المسلمين وحماس في عمّان خلال 2025.
ورغم الضربات الإسرائيلية، يرى بريك أن حركة حماس تستعيد تدريجياً حضورها في مناطق داخل قطاع غزة وتواصل تجنيد عناصر جدد، ما يبقي احتمال الهجمات قائماً، خاصة إذا تزامن ذلك مع تصعيد على جبهات أخرى.
كما أشار إلى انتشار السلاح داخل مجموعات من البدو والعرب في النقب، محذراً من أن اندلاع أعمال عنف واسعة قد يشمل مهاجمة معسكرات الجيش "في ظل غياب الحراسة ونقص القوات وفوضى مخازن الطوارئ".
ويخلص اللواء المتقاعد إلى أن "إسرائيل" قد تواجه هجوماً برياً وصاروخياً متزامناً من عدة جبهات، "بينما تعيش القيادة السياسية والعسكرية حالة إنكار خطير للواقع، والجيش وضع تدهوراً عميقاً في الجاهزية".
ويختتم تحذيره بالقول: "ما لم تُسارع القيادة إلى إعادة بناء الجيش وتوقيع اتفاقيات دفاع مع الحلفاء، فلن يكون هناك أمل في مواجهة الحرب القادمة".

