مع انطلاق صافرة المباراة الزوجية، ينطلق الزوجان كل من طرفه لفرض قواعد اللعبة بما لديه من أوراق وخطط في سبيل التحكم في مجريات اللعبة، والاستحواذ على مفاتيح "الخصم"، وإحداث ثغرات في صفوفه لفرض أسلوبه في اللعب.
تبدأ المباراة في أيامها الأولى بمرحلة "جس النبض"، ويغلب عليها الترقب، وتعتريها هيبة وتوجس من البدء بهجمات مباشرة قد تؤدي لمرتدات من الفريق الآخر لا تحمد عقباها.
ثم يبدأ التركيز على نقاط الضعف لدى الفريق الآخر، وتكثيف اللعب عليها في محاولة لإحداث اختراق، يتم من خلاله إخضاع الطرف الثاني والتحكم في مجريات المباراة.
في هذه الأثناء لا ينفك "المدربان" من أهله وأهلها من خارج نقاط التماس من المتابعة والتوجيه، وتغيير بنود الخطة وفق الأداء ورد فعل الفريق الآخر، وبقدر ما يتسم به المدرب من المهارة التي اكتسبها من خلال خبراته السابقة في الترويض والمراوغة بقدر ما ينعكس ذلك على أداء فريقه.
وتختلف المباريات عن بعضها البعض باختلاف طبيعة الفرق المشاركة وظروف الملعب، فمنها "الودية" التي تفضي للرضا والسعادة وقبول النتيجة مهما كانت، باعتبار أن التنافس شريف يصب في مصلحة الفريقين، ولكنها قد تكون مملة للجمهور الذي يحب "الأكشن" ويحاول أن يستمتع بأحداث ساخنة، وقصص مسلية، يشعل بها منصات التواصل، وصفحات الواتساب.
وهناك مباريات تنافسية يسودها الصدام، وتكسير العظام، وقد يضطر الفريقان لتدخل الحكم ليحسم مجريات اللعبة، وقد يلجأ لفرض عقوبات، واستخدام البطاقة الحمراء إن لزم الأمر للحد من أعمال العنف، وقد يشكك في نزاهة التحكيم فيلجأ الفريقان لاستخدام تقنية "الفار-الفيديو" وهي طريقة مستحدثة يتم من خلالها إعادة اللقطة لتلافي الوقوع في أخطاء تحكيمية.
ولأن اللياقة البدنية لها دور مهم، إذ إن طول النفس، واللعب بنفس الوتيرة، من أهم متطلبات الفوز، ولأن النساء بطبيعتهن لا يكلن ولا يملن من المحاولة وتكرار الهجمات، معتمدات على مكرهن الفطري، فإن الكفة تبدأ في الرجوح لصالحهن، وخاصة في الشوط الثاني من المباراة، بعدما يستنفد الرجل طاقته في العمل والكد، ويبحث عن الراحة وتهدئة اللعب بأي ثمن.
لذلك اختصر لي أبي رحمه الله "المباراة الزوجية" بحكمة أسداها لي يوم زفافي: "أي بُني: تزوجت أمك وكانت لدي نية بفرض أسلوبي في الحياة عليها، وتمرير كلمتي على البيت، فقوبلت بمجابهة عظيمة، وممانعة شرسة، خسرت خلالها صحتي، وفي نهاية المباراة كانت كلمة أمك في البيت هي العليا".
فأيْ بُني: "اكسب صحتك".