قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ذكرى انطلاقة حماس 31، إنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة أو القاهرة أو أي مكان، من أجل الوصول إلى اتفاق على «أجندات العمل الوطني للمرحلة المقبلة، وإستراتيجية وطنية تحدد مسارات القضية، وأن حماس مستعدة لوحدة وطنية فورية، كما أعرب عن جاهزية حماس للذهاب إلى انتخابات عامة للرئاسة وللمجلسين التشريعي والوطني حتى ولو بعد 3 أشهر.
أعتقد أن دعوة السيد هنية تعد فرصة ذهبية لا يجب تفويتها من جانب السلطة الفلسطينية، ففي هذه الدعوة موافقة صريحة على إجراء انتخابات عامة يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة لشعبنا ولفصائل العمل الوطني والإسلامي، فالانتخابات العاجلة تعفي جميع الأطراف من مشقة حوار الطرشان ومن المناكفات غير المجدية، وبالانتخابات يتم تجديد الشرعيات ويغلق باب المزاودات على من هو شرعي أو غير شرعي، وأنا أعتقد أن الانتخابات لا يلزمها أي اتفاقات سابقة تتعلق بالأجندات والإستراتيجيات، فتلك يتم التوافق عليها بين الأطراف المعنية التي تفرزها الانتخابات، وأي شيء قبل ذلك سيكون مجرد مضيعة للوقت.
مثل هذه الفرصة لا يجب تضييعها بتصريح من ناطق إعلامي من جانب حركة فتح، وأنا شخصيًّا لا أرى أي قيمة لذلك التصريح وأعتبر أن حركة فتح لم ترد بعد على دعوة السيد هنية، وأقول ذلك استنادًا إلى ما حدث مع السيد عزام الأحمد عام 2008 حين وقع اتفاقًا في اليمن مع حركة حماس ثم خرج مستشار الرئيس حينها المرحوم نمر حماد ليؤكد أن عزام الأحمد لم يستشِر الرئيس قبل توقيع الاتفاق، ولذلك يعتبر الاتفاق كأن لم يكن، ونحن هنا نتحدث عن مبادرة ومباحثات وتوقيع اتفاقات برعاية عربية مع رئيس كتلة حركة فتح في التشريعي ولا نتحدث عن تصريح عابر لناطق إعلامي، ولذلك أكرر أن حركة فتح لم ترد بشكل رسمي ولا بد أن يكون الرد من قبل مؤسسة الرئاسة نفسها حتى يؤخذ به.
من ناحية أخرى أنا أعتبر أنها فرصة ذهبية بالنسبة لحركة فتح، لأن إنجاز المصالحة يفيد حركة فتح أكثر مما يفيد حركة حماس، ولأن حماس قد تنجح في فك عزلتها وفك الحصار عن قطاع غزة حتى دون مصالحة، وقد تماطل بعض الأطراف في رفع الحصار عن قطاع غزة أملا في تحقيق مصالحة تسمح للسلطة بالعودة إلى قطاع غزة ولكن تلك المماطلة لن تطول نظرا للوضع الخطيرة الذي قد يسببه حصار غزة للمنطقة، فإن رفع الحصار دون إنجاز المصالحة سيضيع الكثير من المكاسب على السلطة، علمًا أن عودة السلطة إلى غزة أمر لا شك فيه ولكن الحكمة في اختيار التوقيت الملائم وأظنه قد حان.