شدد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، على أنّ التحديات السياسية الراهنة التي تواجه القضية الفلسطينية، تستدعي من الجميع العمل على تحقيق جبهة داخلية موحدة، وتجميع عناصر القوة و"ليس العكس".
وقال أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين": إنّ ما طرحه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مهرجان إحياء انطلاقة الحركة الـ31، في جزئية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، كان بمثابة طرح سابق منذ العام 2005 لكافة القوى الوطنية والإسلامية، ومحط نداء لتنفيذه.
وأكد أنّ الخطاب يتقاطع مع المطلب الوطني لإنهاء حالة الانقسام السياسي، ويعكس لاستراتيجية وطنية قائمة على الوحدة الوطنية ومجمع عليها سابقًا، فيما أن تنفيذها من شأنه أن يفكك حالة الانقسام بلا رجعة.
وكان "هنية" حدد في خطاب له خلال إحياء ذكرى انطلاقة حماس الأحد الماضي في مدينة غزة، خطوات لمواجهة ما يعترض القضية الفلسطينية من تحديات، أهمها الذهاب مباشرة إلى الوحدة الوطنية، وأعلن استعداد حماس للذهاب لأبعد مدى لاستعادتها، كما أكد استعدادها للذهاب مباشرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورأى أبو ظريفة أن لا خيار أمام الفلسطينيين إلا الوحدة، مطالبًا قيادة فتح والسلطة بالالتقاء على مستوى الأمناء العامين للفصائل، واللجنة التنفيذية والمجلس الوطني من أجل التوافق على بدء عمل حكومة وحدة وطنية، على رأس أولوياتها توحيد المؤسسات، ومعالجة إفرازات حالة الانقسام السياسي، والتحضير لإجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية، والمجلس الوطني، وفقا لاتفاق بيروت عام 2017.
وأكد أن الجميع ملزم بالاتفاق على برنامج وطني مشترك، يمثل الكل الفلسطيني، والعمل ضمن استراتيجية وطنية تتجاوز اتفاق أوسلو، مع الاعتماد على الكفاح على الأرض، وخلال المؤسسات الدولية.
وطالب أبو ظريفة من قيادة السلطة وفتح بالتقاط هذه الفرصة السانحة التي جسدت في خطاب هنية نحو الوحدة، والذهاب لإنهاء الانقسام السياسي، على أن تبدأ بدعوة موجهة من رئيس السلطة محمود عباس للقاء وطني في أي عاصمة عربية.
وشدد على أن إصرار السلطة وحكومتها على مصطلح التمكين، والتمترس خلف هذه النقطة يضع بما لا يدع مجالا للشك العصي في طريق المصالحة، والضرب بعرض الحائط الاستجابة للنداءات والمطالبات الوطنية العريضة لإنهاء الانقسام.
كما وشدد أبو ظريفة على أن الاصرار على مصطلح تمكين الحكومة يمثلُ غيابا حقيقيا للإرادة السياسية، ويعكس تحكم سياسة التفرد والانفراد في المؤسسات الفلسطينية، وغياب عنصر الشراكة والمشاركة الوطنية.
ودعا حركة فتح إلى وقف التصريحات التوتيرية، وتهيئة الظروف والمناخات لرفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة، ووقف التهديد باتخاذ إجراءات أخرى، داعيا "عباس" بصفته رئيسًا للسلطة الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياته، والعمل على توحيد الجبهة الداخلية لمجابهة صفقة القرن والهجمة الإسرائيلية المسعورة على الأرض.
وأوضح أبو ظريفة أن الاحتلال الإسرائيلي مستفيد إلى درجة لا يمكن أن يتصورها أحد أو جهة من حالة الانقسام السياسي، ويستغل في إطاره التزام السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني، ليجعل من الأخيرة محل ضغط لوقف كل حالات المقاومة والنضال بحقها، فيما أنه ومن جهة أخرى وبشكل قاطع يضعف الحالة الوطنية، ويضر بالعلاقات الداخلية.