أعلن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الخليفة أن اعتراف أستراليا بالقدس الغربية عاصمة لـ(إسرائيل) "خطوة لا تمس بالمطالب الفلسطينية المشروعة وأولها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولا يختلف مع المبادرة العربية للسلام, والجامعة العربية سيدة العارفين".
مثل هذا التصريح يستوجب من الفلسطينيين قطع العلاقات مباشرة إلا إذا عدت الدولة تلك التصريحات لا تمثلها، فهذا إقرار لصاحبه بالاصطفاف في الخندق الصهيوني، وإذا سُكِت عن وزير خارجية البحرين فسيلحق به غالبية وزراء الخارجية العرب، ولذلك نحن نستهجن مثل هذا الكلام الذي لا يمتّ إلى الحقيقة بِصِلة، فضلا عن العار الذي يلحق صاحبه وكل من يؤيده.
نحن منذ البداية نرفض ما تسمى المبادرة العربية للسلام، وكذلك نرفض اتفاقية أوسلو، ولكن المبادرة العربية للسلام على سوئها تشترط أن تنسحب دولة الاحتلال من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وبعدها تصبح دولة الاحتلال (إسرائيل) دولة صديقة للجامعة العربية، ما يتيح للدول العربية إمكانية التطبيع الشامل معها، ومنذ الإعلان عن المبادرة عام 2002 ودولة الاحتلال مستمرة في تثبيت نفسها في أراضي 67، وكذلك هي مستمرة في جرائمها من استيطان وتهويد وإبادة للسكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ورغم كل ذلك وجدنا هرولة عربية غير مسبوقة للتطبيع مع المحتل، وهذا يعني أن المبادرة جاءت فقط لكسر الحاجز النفسي بين العرب ودولة الاحتلال، أما ما احتوت عليه من شروط ومبادئ فكله كلام فارغ، والعرب - كما تخشى الرئاسة الفلسطينية - يعملون على تطبيق المبادرة بالمقلوب، أي التطبيع الشامل والكامل مع المحتل، ومن ثم يكون الحديث عن فلسطين والقدس وباقي متعلقات القضية الفلسطينية.
ما أود قوله لوزير خارجية البحرين أن القدس مدينة فلسطينية إسلامية، وهي من حق كل المسلمين، وليس فيها شبر للمحتل الإسرائيلي، وحقنا فيها وفي كل شبر في فلسطين أقره ديننا، وما يعقده الشرع لا يحله رئيس ولا رؤساء ولا دولة ولا جامعة دول، كما أن من حقنا كفلسطينيين أن تكون القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لدولتنا، وهذه لا تأتي بالمطالب والاستجداء، وإنما بالجهاد وبذل الدماء، ولذلك أتمنى على وزير الخارجية البحريني وأمثاله من المهرولين الجهلة أن يهتموا بشؤونهم الخاصة وأن يكفوا عن التجارة بفلسطين ومقدساتها، والقدس لها رجالها يا معالي الوزير.