شكل الحضور الجماهيري الحاشد لمهرجان ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس الـ31 في قطاع غزة، إلى جانب مشاركة معظم ممثلي القوى الوطنية والإسلامية، استفتاء جماهيريًّا وفصائليًّا على برنامج ونهج وخيار المقاومة، والتفافًا حول إستراتيجية حركة حماس في التعامل مع العديد من القضايا السياسية والأمنية.
رسالة واضحة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أنّ المشاركة الكبيرة في مهرجان الانطلاقة، وجه رسالة واضحة لكلّ الأطراف المعنية، مفادها أن شعبية حماس تزداد يومًا بعد يوم باعتبارها الحركة التي تقود المقاومة الفلسطينية.
وأوضح الصواف لـ"فلسطين" أن الجماهير التي زحفت إلى الكتيبة أكدت بيعتها للمقاومة، وأن المقاومة هي خيارها الوحيد، مؤكدًا أنّ هذا الحضور فاق حشودات كثيرة لحماس سابقة، وحمل أيضًا تحديًّا واضحًا للاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن الجماهير لم تأبه كثيرًا لما أصابها من حصار وضائقة مالية، ولم تمنعها الظروف من أن تعبر عن نفسها وتؤكد حقها في المقاومة، وقال: "عندما يكون شيئًا يتعلق في المقاومة وحماس، ينسى المواطن الفلسطيني كل تلك التبعيات ويخرج من أجل النصرة والتأييد للحركة التي ما زالت ترفع شعار المقاومة قولًا وعملًا".
وعدّ أن حجم المشاركة الشعبية الواسع في مهرجان الانطلاقة أوصل رسالة واضحة تجاه حماس ذاتها، بأن تستمر على نهج الحفاظ على الثوابت وعدم التنازل عن ذرة من تراب فلسطين، مشددًا على أنّ الالتفاف الشعبي حول الحركة يدعم موقفها السياسي، ويعزز خياراتها في التعامل مع العديد من القضايا السياسية والأمنية.
وذكر الصواف أنّ مشاركة قوى الفصائل الوطنية والإسلامية في المهرجان، نتج عن جهد وحراك حماس السابق في إشراك الفصائل معها في القرار والموقف السياسي والعسكري، واحتضانها لهذه الفصائل دون أي استثناء.
تأييد المقاومة
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة، إنّ الحشد الشعبي الواسع في مهرجان إحياء ذكرى الانطلاقة لحماس، أكّد أنّ الشعب الفلسطيني بغزة، مصمم على تحقيق أهدافه، وإيمانه وتأييده لنهج المقاومة التي تقف على رأسها حركة حماس.
ونبه أبو شمالة لـ"فلسطين"، إلى أنّ الجمهور الفلسطيني وعبر مشاركته أعلن إيمانه المطلق للمشروع المقاومة والتحرير، إلى جانب رفضه للمشروع الآخر المهادن مع الاحتلال، مضيفًا: "الجمهور وجه في رسالته لكل الفصائل وخاصة حركة فتح أنّ عليها مراجعة حساباتها في الصراع مع الاحتلال والتمسك بحلول التسوية".
وذهب أبو شمالة إلى أبعد من ذلك بقوله: إنّ مؤازرة الفصائل وحضورها يؤكد هو الآخر دعم وتأييد نهج وخيار المقاومة الذي تتبناه حماس، مشيرًا إلى أن حماس أثبتت أنها محطّ ثقة الجماهير من خلال ما خطته من طريق للمقاومة، والتي ما زالت المعركة الأخيرة شرق خانيونس حية في نفوسهم.
ورأى أنّ نهج المقاومة ببعدها الشعبي والعسكري "نهج يوحد كل الجماهير والقوى الحية"، وهو نهج يتفق عليه الجميع ولا يفرق مثلما يفعل طريق التسوية والمفاوضات التي سئم الشعب منها، ولم يحقق من ورائها سوى المزيد من الانقسام.
وشدد على أن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في مهرجان الانطلاقة بمنزلة تفويض مباشر من الشعب لفصائل المقاومة، بأن تستمر على نهجها وألّا تتراجع عن خيار الصاروخ والبندقية، والمسيرات الشعبية كما حال مسيرة العودة، لافتًا إلى أن الفلسطينيين باتوا يؤمنون إيمانًا مطلقًا بأن المقاومة هي الأقدر على استعادة حقوقهم المسلوبة، ولجم اعتداءات الاحتلال.