أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أنه لا يمكن الجمع بين سياسة الرهان على بقايا اتفاق أوسلو، وبين سياسة مقاومة «صفقة العصر» ودرء مخاطرها على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وشدد أبو ظريفة في كلمة القوى الوطنية والإسلامية في مهرجان الذكرى الـ31 لانطلاقة حركة حماس في ساحة الكتيبة بمدينة غزة، على أن كل المبادرات التي أطلقت في سماء القضية الوطنية أثبتت فشلها، ماعدا «مبادرة المقاومة والانتفاضة والتزامها البرنامج الوطني» باعتبارها هي الطريق إلى الفوز بالاستقلال والحرية والسيادة وضمان حق العودة.
وتوجه القيادي في الجبهة الديمقراطية بالتحية لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها الواحدة والثلاثين، في مسيرة كفاحية متجددة لمواجهة الاحتلال متزامنة مع ذكرى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية (انتفاضة الحجارة الكبرى)، التي أعادت الاعتبار للحقوق الوطنية لشعبنا، مع نضالات شعبنا وقواه الوطنية من أجل التحرير والعودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وحق تقرير مصيره.
«استراتيجية الخروج من أوسلو»
وأضاف أبو ظريفة، أن الشرط اللازم للدخول الجدي في معركة التصدي لـ«صفقة العصر»، بحسم الموقف النهائي من اتفاق أوسلو، بدلاً من الرهان عليه، استراتيجية جديدة وبديلة «استراتيجية الخروج من أوسلو» باعتبارها الممر الإجباري لصون وإنجاز البرنامج الوطني.
وشدد أبو ظريفة أن الوحدة الميدانية تجسدت في مسيرات العودة وكسر الحصار والتي حققت اولى ثمارها بإجبار الاحتلال على الاقرار بموجبات تخفيف الحصار وغرفة العمليات المشتركة التي شكلت انجازا مهما من انجازات الوحدة بين اجنحة المقاومة وشكلت نقطة ارتكاز مهمة في تحقيق الانتصار في مواجهة التصعيد الاخير على غزة، وهي تشكل اساساً متيناً في مكافحة ظواهر الانقسام وتداعياته.
وثمن الجهود المصرية في رعاية ملف المصالحة، داعياً الرئيس ابو مازن لدعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لاجتماع بالقاهرة لأجل حوار وطني شامل يستند الى حوارات القاهرة وبيروت وموسكو، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات شاملة لجميع المؤسسات الفلسطينية وفق التمثيل النسبي الكامل، وتهيئة الاجواء والمناخات برفع الاجراءات العقابية عن قطاع غزة ووقف التلويح باتخاذ اجراءات جديدة.
وطالب القيادي في الجبهة الديمقراطية القيادة الرسمية بمغادرة السياسة الحالية لصالح استراتيجية بديلة تستجيب لمخاطر المرحلة وتحدياتها، وتوفر الأدوات والإمكانيات لشعبنا للصمود في وجه الهجمة الدموية الإسرائيلية المتوحشة، «استراتيجية الخروج من أوسلو» تستند لوثائق الاجماع الوطني وقرارات المجالس المركزية والوطنية.
وأوضح أن عناصر «استراتيجية الخروج من أوسلو» تتطلب، الإعلان عن سحب مبادرة الرئيس عباس للمفاوضات (20/2/2018) وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبة الدول الشقيقة والصديقة بخطوة مماثلة، ووقف التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال، وفك الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي وبناء اقتصاد المقاومة والانتفاضة.
وبين أن عناصر الاستراتيجية تتمثل في التقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وطلب انعقاد جلسة خاصة لبحث الوضع في المناطق المحتلة، ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جلسة خاصة لبحث الوضع المناطق المحتلة وإدانة الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال وإدانة سياسات حكومة نتنياهو.
ودعا أبو ظريفة إلى حسم الموقف بالدعوة إلى مؤتمر دولي للمسألة الفلسطينية ترعاه الأمم المتحدة بموجب قراراتها ذات الصلة، وبإشراف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبسقف زمني محدد، وبقرارات ملزمة، تكفل لشعبنا حقه في قيام دولته الوطنية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات. التي هجروا منذ منها العام 1948.
ودعا مجلس وزراء جامعة الدول العربية لبحث الوضع والتأكيد على قرار وقف كل أشكال التطبيع العلني والسري، السياسي والثقافي والرياضي والاقتصادي وغيره، مع دولة الاحتلال.
تشكيل هيئة وطنية عليا للمقاومة والانتفاضة
ودعا لإطلاق المقاومة الشعبية، نحو الانتفاضة الشاملة والتحوّل إلى العصيان الوطني، كما دعا إلى تشكيل هيئة وطنية عليا للمقاومة الشعبية والانتفاضة . مطالباً بدعم شعبنا في القدس عبر مؤسساته الوطنية والاهلية في وجه الحصار والاحتلال الاسرائيلي، ومقاطعة أية دولة تنقل سفارتها الى القدس المحتلة، وتوحيد حركة اللاجئين لمجابهة المخاطر التي تتهدد الاونروا وحق العودة .
وأكد تمسك الجبهة الديمقراطية بمسيرات العودة كرافعة كفاحية للنضال من اجل كسر الحصار الظالم، والتأكيد على الحقوق الوطنية، وتعميم هذا النموذج الجماهيري السلمي في المقاومة ليشمل الضفة الفلسطينية بما يستنزف طاقة الاحتلال ويرفع تكلفته .
وأوضح أبو ظريفة أن الحالة الوطنية الفلسطينية تعيش لحظات سياسية مفصلية ومصيرية، لا يقتصر الخطر الناشئ على القدس وحدها، بل يطال مجمل القضية الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، في سياسة أميركية متوحشة، تستهدف إخضاعنا جميعاً للنفوذ الأميركي المتحالف مع النفوذ التوسعي الاستعماري الصهيوني .