فلسطين أون لاين

الضفة الغربية لغة الأرقام تكذب الهدوء الإسرائيلي المضلل

ما زال الحديث عن الضفة الغربية هو الشغل الشاغل للأوساط الإسرائيلية، لا سيما الأمنية والعسكرية، التي تواجه معضلة حقيقية في فهم الدوافع والحوافز التي تشجع الشبان الفلسطينيين على تنفيذ عملياتهم بين حين وآخر، سواء فردية كانت، أو منضوية تحت لواء تنظيمات فلسطينية مسلحة.

ظن الإسرائيليون أن العام الجاري سيطوي صفحته بعد أيام، وقد شكل العام الأهدأ في الضفة الغربية قياسا بأعوام سابقة، لكن المفاجأة غير السارة تمثلت بسلسلة الهجمات الدامية التي شهدتها الضفة، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين، ما شكل صدمة جدية في أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية.

لعل لغة الأرقام والمعطيات الإحصائية تكشف حجم الإحباط الذي يحيط بالمؤسستين الأمنية والعسكرية في (إسرائيل)، بعد أن نشرت قبل أيام رسما بيانيا لحجم العمليات الفلسطينية المسلحة، يمكن إيرادها على النحو الآتي:

  • حتى كتابة هذه السطور تمكن المسلحون الفلسطينيون من قتل 14 إسرائيليا منذ بداية العام الجاري 2018، وهو العدد ذاته الذي شهده العامان السابقان 2016 و2017، ما يعني أننا لسنا في معرض تراجع للعمليات، لأن النتائج في الخسائر البشرية الإسرائيلية تؤدي إلى النتيجة ذاتها، مع العلم أن عام 2015 الذي شكل ذروة انتفاضة القدس والعمليات الفردية شهد مقتل 25 إسرائيليا.
  • فيما يتعلق بأعداد المصابين الإسرائيليين، فإنها تشير إلى استخلاص مشابه: 80 مصابا منذ بداية العام الجاري 2018، مقارنة بـ154 في 2017، و242 في2016، و 361 في 2015.
  • تضمنت العمليات التي شهدتها الشهور السابقة من هذا العام محاولات لتنفيذ اختطاف جنود، وعمليات استشهادية، وزرع عبوات ناسفة، وتنفيذ عمليات دعس وطعن، وقد بلغت جميعها حتى هذه اللحظة 65 محاولة، في حين شهد عام 2017 تنفيذ 96 محاولة، وفي السنتين السابقتين لهما 2016 و2015، جاءت الأعداد 183 و221 محاولة على التوالي.
  • فيما يتعلق بالهجمات التي يمكن وصفها بـ"الرخوة" مثل الزجاجات الحارقة وإلقاء الحجارة على دوريات الجيش ومركبات المستوطنين، فقد بلغت 750 هجمة هذا العام 2018، مقابل 957 لسنة 2017، و989 في 2016، و521 في 2015.

هذه الأرقام تقطع الشك باليقين أن محاولات أجهزة الأمن الإسرائيلية بث الطمأنة للإسرائيليين بأن الأمور تحت السيطرة في الضفة الغربية يشوبها الكثير من الشكوك والمبالغة، فلغة الأرقام لا تكذب ولا تجامل، ما قد يتطلب من (إسرائيل) بمختلف مستوياتها السياسية والأمنية والعسكرية التأكيد مجددا أن الضفة هي ساحة الصراع الأساسية مع الفلسطينيين، وهي الحقيقة التي يجب أن يدركها الفلسطينيون أنفسهم قبل سواهم.. الضفة يا قوم هي الخاصرة الضعيفة لـ(إسرائيل) وليس سواها.. فهل وصلت الرسالة؟!